حولت الإرادة الملكية المستحيل إلى ممكن على مستوى الطريق الرابط بين مدينتي تيزنيت والداخلة، حيث تحولت هذه الطريق التي كانت توصف قبل عقود خلت بـ”طريق الموت”، إلى طريق سريع.
هذا، واستطاعت الإرادة الملكية والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أن تربط وسط المملكة المغربية بجنوبها، عبر هذا الطريق السريع الذي يخترق الجبال والصحارى، ويمر عبر الوديان وبمحاذاة الشواطئ.
ومن شأن هذا المشروع الملكي الضخم أن يحول مدن الصحراء المغربية إلى مدن نموذجية على المستويين الوطني والقاري، كما أنه سيساهم في جذب المزيد من السياح والمستثمرين إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة الشريفة، بما تتمتع به من جمال باهر.
وإلى جانب ذلك، سيكون هذا الطريق السريع بمثابة رافعة هامة للاستثمارات، كما سيمكن من التأثير بشكل إيجابي ومباشر على ساكنة الأقاليم الجنوبية، بحيث سيساهم في تطوير التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأربع جهات من المملكة: سوس ماسة، كلميم وادي نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب.
وعن آخر مستجدات هذا الورش الضخم، كشف امبارك فنشة، مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز الطريق السريع تيزنيت الداخلة، أن أشغال إنجاز هذا الطريق وصلت نسبة 97 بالمائة، أي ما يقارب 950 كلم تم إنجازها بالكاملة، بما فيها 15 منشأة فنية انتهت بها الأشغال.
وأوضح فنشة أن هذا المشروع المندرج ضمن برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس سنة 2015 من مدينة العيون، بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، يروم هيكلة الطريق الوطنية رقم 1 على طول 1055 كيلومترا.
ووفقا لذات المتحدث، فإن هذا المشروع، الذي يبلغ طوله 1055 كلم، وتقدر الميزانية المرصودة له بـ10 مليار درهم، سيُشكل إضافة هامة للبنية التحتية للمملكة المغربية، مردفا أن الأشغال متقدمة، رغم الإكراهات المطروحة، بها فيها قلة الموارد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع المهيكل يروم تزويد الأقاليم الجنوبية للمملكة بمحور طرقي يتصف بأعلى المعايير الدولية ودرجة عالية من السلامة، كما يهدف إلى تقليص مدة التنقل، وتجنب الانقطاعات على مستوى الطرق بسبب الفيضانات وزحف الرمال وتسهيل نقل البضائع من وإلى مدن الجنوب المغربي.
التعاليق (1)
فعلا، فعلا الإرادة الملكية تحول المستحيل إلى ممكن بالطريق السريع تزنيت الداخلة ولكن يجب التأكد من حُسن تدبير جوانب جودة الدراسات والأشغال ومهام التدقيقات الداخلية والخارجية والتفتيش وحُسن السهر على قدسية المال العام.
أنا شخصيا أعتبر الورش الطرقي العملاق “تيزنيت/الداخلة” بأرشيف صفقاته العمومية هو ورش يبقى مفتوح المهنيين بجميع تصنيفاتهم مهندسين وخبراء قضائيين ومحامين وأساتذة جامعيين وطلبة المدارس والمعاهد. من هذا المنبر الاعلامي المتميز يسعدني أن أطلب من وزراء التجهيز والاقتصاد والمالية والميزانية خلق منصة خاصة بأرشيف الصفقات العمومية وتمكين المهتمين من مساحات مخصصة للنقاش المثمر حول آليات تدبير الندرة المالية وتقليص المديونية.