الأسباب الحقيقية وراء انفجار العلاقة بين ترامب وماسك

trump123 jpeg كُتّاب وآراء

صدق المنجمون ولو كذبوا…مقولة تصدق على علاقة الود الجميل والشغف القبيح، الذي جمع بين أقوى وأغنى رجل. منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعيين إيلون ماسك في حكومته، علق الكثير من المحللين والمهتمين بالشأن الأمريكي، أن هذا التفاهم لن يطول، وهذا التقارب بين الرجلين سينتهي بالعداء الشديد.

علل هؤلاء المهتمون موقفهم بتحليلهم لشخصية الرجلين: رئيس مهووس بالزعامة والانفراد بالقرار، وملياردير مسكون بالطموح وبجنون السيطرة. رجلان بهذه الطباع، لا يمكن أن يستمر الود بينهما مهما طال. وإذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة المهام الموكولة لهما، وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهما داخل البيت الأبيض، فإن استمرار التفاهم بينهما من سابع المستحيلات.

وفعلا تحققت نبوءة المنجمين، وبعد بضعة أشهر فقط انفرط عقد التفاهم بين ترامب وماسك. لكن فراق الرجلين ظهر بشكل مفاجئ دون مقدمات. فبين عشية وضحاها، الرئيس يقبل استقالة الملياردير في حفل وداع وردي داخل البيت البيضاوي، وبعد توقيت لا يفوق مسافة وصول الرجلين لمقر سكناهم، بدأت الحرب وبدأ التحدي ولغة كسر العظام.
فماذا حدث؟ وما هي أسباب انفجار الخلاف؟

تتجلى الأسباب الحقيقية لخلاف الرئيس والرجل الثري في سبب ظاهري وآخر خفي. السبب الظاهر هو مشروع القانون المالي الضخم الذي هاجمه ماسك. القانون يتضمن تخفيضات ضريبية وإنفاقا حكوميا مرتفعا يصل إلى 3 تريليون دولار. وصف ماسك القانون بأنه “رِجس يثير الاشمئزاز” مشيرا إلى أنه لم يطلع عليه مسبقا رغم كونه مشاركا سابقا في صياغة بعض أفكاره.

سبب ظاهري آخر ينضاف إلى ما سبق ويتعلق بالخلاف الذي نشب بين ماسك ووزير الخزانة، تطَوَّرَ إلى اعتداء جسدي حسب الواشنطن بوست.

هذه الأسباب ما هي إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد Iceberg، أما السبب الحقيقي كما جاء في العديد من التقارير الصحفية، فيكمن في صفقة بين الرجلين مفادها تعيين ماسك على رأس وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، لتمكين رجل التكنولوجيا من تحقيق طموحاته الحالمة، مقابل دعمه لحملة ترامب الانتخابية. لكن الرئيس الأمريكي لم يكن مرتاحا للطموح الزائد لماسك، ولا لتدخله في عمل البيت الأبيض وكأنه هو الرئيس، مما تسبب في مشادات جسدية مع وزير الخزانة.

عدم الارتياح هذا المصحوب بالارتياب الشديد من تصرفات إيلون ماسك، جعل ترامب يتخلى عن وعده بإسناد رئاسة ناسا لصديقه الملياردير. هذا الأخير لم يتقبل القرار لأنه يعني بالنسبة إليه نهاية حلم، وإقبارا لكل ما كان يطمح له ويخطط لإنجازه منذ مدة طويلة. وشخصية ماسك لا يمكنها تقبل ذلك مهما كلفها من ثمن وحتى تضحيات.

العلاقة بين ترامب وإيلون ماسك ليست مجرد خلاف شخصي، بل هي انعكاس لصراع أوسع بين رؤيتين لأمريكا والعالم: رؤية تقليدية قومية بقيادة ترامب، وأخرى تكنولوجية عالمية بقيادة ماسك. وبينما يتقاطعان أحيانا، فإن التوتر يبقى هو السائد، في ظل طموحات كل منهما للسيطرة على المستقبل، كل بطريقته.

الأكيد هو أن الخلاف بين الرئيس والملياردير لن يقف عن هذا المستوى، بل سيعرف تطورات قد تكون خطيرة. ترامب يلوح بإلغاء صفقات حكومية مع شركات ماسك: إيكس وتسلا وسبايس إيكس. وما سك يلوح بامتلاكه للكبسولة الفضائية “دراغون” التي تحتاجها الناسا في برنامجها الفضائي.

فهل بدأت معركة كسر العظام بين الرئيس والملياردير؟

التعاليق (0)

اترك تعليقاً