تعيش منطقة “البويبات” بجماعة إنشادن التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها وضعا مقلقا مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، بعد أن أعلنت جمعية البويبات للتنمية والتربية والتضامن أن أسطول النقل المدرسي المتوفر بلغ أقصى طاقته الاستيعابية، وهو ما يهدد بحرمان عدد من التلاميذ من حقهم في متابعة دراستهم بشكل منتظم.
وقد أثارت هذه الإشكالية نقاشا واسعا بين مختلف الفاعلين المحليين، خاصة أن أكثر من 750 تلميذا وتلميذة يستفيدون حاليا من خدمة النقل المدرسي، في وقت لا يزال فيه أزيد من 100 تلميذ آخرين على لوائح الانتظار، ينتظرون فرصة للالتحاق بزملائهم في مقاعد الدراسة.
وفي بلاغ رسمي، أوضحت الجمعية المدبرة أن الوضع الحالي “يفوق إمكانياتها ولا تتحمل فيه أي مسؤولية مباشرة”، مؤكدة أن التحديات المطروحة أكبر من قدراتها الذاتية، وتستدعي تضافر جهود جميع الأطراف، من أسر وسلطات محلية ومؤسسات منتخبة وشركاء اجتماعيين، لضمان استمرار هذه الخدمة الحيوية.
وأشار البلاغ ذاته إلى أن مكتب الجمعية شرع بالفعل في فتح قنوات تواصل مع مختلف المتدخلين للبحث عن حلول “عاجلة وواقعية” تمكن من ضمان الحق في التمدرس لأبناء المنطقة.
وأكد المصدر نفسه التزام الجمعية الثابت بمواصلة جهودها والعمل الدؤوب إلى حين إيجاد صيغ عملية قادرة على استيعاب جميع التلاميذ، وهو ما يرجح البحث عن تمويلات إضافية لتوسيع أسطول الحافلات.
وقد أثارت هذه الأزمة استياء واسعا في صفوف أولياء الأمور، خاصة الأسر التي لم يحظ أبناؤها بخدمات النقل المدرسي، معتبرين أن الوضع يهدد مستقبل فلذات أكبادهم ويضاعف من معاناتهم اليومية في ظل البعد الجغرافي للمؤسسات التعليمية.
ومن جهتهم، تفاعل ناشطون وفاعلون مدنيون مع الملف، داعين إلى بلورة حلول مستدامة تراعي النمو الديمغرافي المتزايد بالمنطقة وتزايد الإقبال على التعليم، وذلك بدل الاقتصار على الحلول الترقيعية التي سرعان ما تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.
ويطرح هذا الوضع أكثر من علامة استفهام حول هشاشة منظومة النقل المدرسي بالمناطق القروية، حيث يظل غياب بدائل كافية عائقا حقيقيا أمام التحصيل الدراسي، ومهددا بمزيد من الهدر المدرسي، لا سيما في صفوف الفتيات اللواتي يجدن صعوبة أكبر في التنقل بشكل آمن ومنتظم نحو المدارس.
التعاليق (0)