مصطفى رضى
تم إلغاء دورة 2025 من مهرجان “ألموكار” بسيدي بيبي، في قرار أثار الانتباه، ليس بسبب مفاجأته، بل لأنه يعكس تحوّلاً في منطق تدبير الشأن المحلي، حيث تم تغليب الضروري على الاحتفالي، والعاجل على المناسباتي.
سمير بيواراين، النائب الأول للرئيس ومدير المهرجان، أوضح في تصريح لأكادير 24 أن القرار لم يكن نتيجة ضعف التمويل أو غياب الدعم، بل جاء انطلاقاً من قناعة راسخة بأن “سيدي بيبي عامرة مشاكل، خاصها غير المهرجان؟”، على حد تعبيره الصريح.
الميزانية المرصودة، والتي يمكن أن تصل إلى 100 أو حتى 200 مليون سنتيم، رُئي أن توجيهها إلى أولويات واقعية أكثر إلحاحاً كإصلاح الطرق، تهيئة السوق الأسبوعي، تعزيز النظافة، وتوفير الحد الأدنى من البنيات التحتية، سيكون أجدى وأكثر تفاعلاً مع انتظارات الساكنة.
تقييم التجربة السابقة أظهر أن نجاح دورة شكلية، بحضور جماهيري وتنظيم محكم، لا يكفي لتبرير تكرار التجربة ما دامت لا تعالج أعطاب الواقع التنموي.
ويعتبر بيواراين أن دعم الأنشطة الثقافية المحلية الصغيرة، وإنجاز دراسات مهيكلة لبعض المرافق، يمثل توجهاً أكثر فائدة واستدامة، بعيدا عن المناسباتية.
قرار إلغاء المهرجان هذا العام لا يعني رفضاً للثقافة أو الفن، بل يؤكد أن الاحتفالات يجب أن تأتي بعد تلبية الحاجيات الأساسية، وأن الإنفاق العمومي يجب أن يُوجَّه لما هو فعلاً في خدمة المواطن.
هي لحظة واقعية، قد لا تُرضي عشاق التظاهرات الفنية، لكنها تعكس اختيارات أكثر نضجاً، تعطي الأولوية لما هو يومي وملموس على ما هو مؤقت وعابر.
التعاليق (8)
فعلا اش خصك العريان …سيدي بيبي وصل لمرحلة الانهيار لا طرقات لا نظاف رغم مجهودات اصحاب النظافة لكن بالفعل منطقة سيدي بيبي وشتوكة عموما مناطق مهملة رغم أهميتها الاقتصادية للمغرب
نرجو ان يحذو جميع المسؤولين هذا المنحي وان يغلبو المصلحة العامة للمواطن علي الخرافات والخزعبلات
وان يعلمو ان الله سائلهم عن كل مال العام من اين اكتسبوه وفيم انفقوه
واخيرا تنتصر العقول على التفاهة اتمنى ان تكون هذه مقصورة قطار تجر معها باقي العربات الى ارض الواقع وموطن العقلاء