نفّذت وكالة بيت مال القدس الشريف، يوم السبت 20 يوليوز 2025، المرحلة الثالثة من حملة الإغاثة الإنسانية المغربية الموجّهة إلى العائلات النازحة الأكثر احتياجًا بقطاع غزة، وذلك في مخيم البريج شرق القطاع، وسط ظروف أمنية معقدة وتصاعد التوترات الميدانية.
وجاءت هذه العملية بدعم وتمويل من الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين، التي حرصت على مواصلة جهودها التضامنية في واحد من أكثر السياقات الإنسانية صعوبة، مؤازرةً للأسر التي تعيش تحت الحصار وتداعيات الحرب.
رغم المخاطر، تمكنت الفرق الميدانية التابعة للوكالة من الوصول مباشرة إلى الأسر المستفيدة، دون المرور عبر نقاط توزيع عامة أو مخازن، لتسليم المساعدات يدًا بيد، وهي خطوة تهدف إلى حماية السكان النازحين من مخاطر التجمعات والتنقل في أوضاع غير آمنة.
وقد استفادت من هذه المرحلة من الدعم حوالي 500 عائلة فلسطينية نازحة، تسلمت سلالًا غذائية متنوعة، تضمنت أصنافًا من الخضر الطازجة التي تمكّنت الفرق اللوجستيكية للمؤسسة من تأمينها من السوق المحلي، رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير وصعوبة توفير التموين في الظرف الراهن.
وعبّر عدد من المستفيدين عن امتنانهم العميق لهذا الدعم المغربي، مشددين على أن القيمة الرمزية لهذه المساعدات تتجاوز حجمها المادي، وتُجسد التضامن الإنساني والأخوي الذي يجمع الشعبين المغربي والفلسطيني.
وفي شهادات ميدانية مؤثرة، نوه سكان المخيم بـالدور المشرّف للمملكة المغربية في إغاثة الفلسطينيين على مدى العقود، معربين عن تقديرهم العالي لجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في الدفاع عن القضية الفلسطينية، سواء من خلال الدعم الإنساني المباشر أو من خلال المواقف السياسية الرصينة والدبلوماسية الفاعلة على المستوى الدولي.
كما عبّر الفلسطينيون المستفيدون عن أملهم في أن تستمر مبادرات الشعب المغربي، ومؤسساته التضامنية، في تقديم الدعم للمكلومين في غزة والضفة والقدس، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي طالت كل مظاهر الحياة.
يُشار إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس، تواصل على مدار سنوات تنفيذ مشاريع إنسانية وتنموية، تشمل الإغاثة، التعليم، الصحة، والإعمار، تأكيدًا على الارتباط التاريخي والديني والسياسي للمغرب بالقدس وفلسطين.
وفي ظل شح التمويلات وتراجع المساعدات الدولية، يُعد هذا التدخل المغربي أحد النماذج المستمرة والملموسة للجهود العربية في دعم صمود الفلسطينيين، في وقتٍ تتراجع فيه الاستجابات الإنسانية على المستوى العالمي.
التعاليق (0)