أكادير : كأس إفريقيا ومونديال 2030 – قراءة في فرص التنمية وأثرها الاقتصادي والاجتماعي من زاوية خبير في الحكامة الرياضية

أكادير الرياضي

شدد الدكتور عبد الرحيم غريب، الأستاذ الباحث في الحكامة الرياضية بجامعة الحسن الثاني، على أن مقاربة المغرب لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى تحمل “نوعًا من المجازفة” في غياب التخطيط العلمي المسبق، داعيًا إلى الاستفادة من تجارب دولية، كإعداد دراسة متعمقة في فرنسا قبل تنظيمها لكأس العالم.

جاء ذلك خلال محاضرة له بأكادير بعنوان: “التظاهرات الرياضية الكبرى: فرص التنمية وأثرها الإيجابي على المجتمع والاقتصاد… كأس إفريقيا للأمم 2025 ومونديال 2030 نموذجًا”، والتي نظمتها الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين والنادي الجهوي للصحافة بأكادير، بشراكة مع جماعة أكادير اليوم السبت 11 شتنبر 2025 بغرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة بمدينة أكادير.

و أشار الدكتور غريب إلى أن غياب أسئلة ذات صلة بالرياضة في استمارة الإحصاء الوطني المنظم سابقًا، يمثل دليلاً على وجود فجوة في المقاربة العلمية للتخطيط الرياضي والاجتماعي المرتبط به.

في هذا السياق، أكد غريب على أن الاستثمار الرياضي يجب أن يُوظف بشروطه الخاصة لينعكس إيجاباً على تنمية الاقتصاد الوطني وتوفير مداخيل إضافية. كما دعا إلى ضرورة تفعيل الاقتصاد المندمج الذي يشمل بتداعياته التنموية كل فئات المجتمع، والانتقال من اقتصاد التمركز إلى اقتصاد التوزيع لضمان استفادة واسعة.

و لتحقيق شروط نجاح تظاهرتي 2025 و 2030، شدد غريب على ضرورة إنجاح مجموعة من الأوراش التنموية في مختلف المجالات، وتطوير البنية التحتية، وعلى رأسها تطوير البنية التحتية السياحية والسكك الحديدية، و عصرنة قطاع الاتصالات والطرق السيارة، و استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة و غيرها .

وأكد الباحث في الحكامة الرياضية، على أهمية الرهان على المقاولات المغربية لإنجاز مختلف البنيات الأساسية اللازمة، والعمل على إعداد مقاربة جديدة لتسيير الملاعب الرياضية. واقترح استغلال مواقع بعض هذه الملاعب لإقامة مشاريع ذات وقع إيجابي على الاقتصاد والمجتمع، مثل تأسيس كلية لمهن الرياضة.

لم يقف الدكتور غريب عند الجانب الاقتصادي فحسب، بل أكد على أن الرهان الاجتماعي لا يقل أهمية، مشددًا على ضرورة توظيف هذه التظاهرات لتعزيز الاعتزاز بالقيم الوطنية، وتقوية روح الانتماء للوطن والروح الوطنية لدى المواطنين. كما أشار إلى أهمية تغيير المواقف والقيم والتمثلات السيكولوجية والاجتماعية، و إحداث تنشيط ثقافي واسع، عبر إقامة معارض وتظاهرات تجسد التنوع الثقافي والتراثي الذي يميز المغرب.

كما أشار إلى الرهان الكبير على التغطية الإعلامية التي ستؤثر على النشاط السياحي، مؤكدًا على أن الهدف يجب أن يكون تحويل الزوار إلى سفراء للتعريف بمؤهلات المغرب ومقوماته الحضارية والسياحية.

في هذا السياق، أكد الدكتور عبد الرحيم غريب على ضرورة تقاسم المسؤولين للمعلومة بشفافية ووضوح مع المواطنين كشرط أساسي لنجاح هذه الأوراش الوطنية الكبرى.