تشهد مدينة أكادير، خلال الأيام الأخيرة، حركية غير مسبوقة في مختلف شوارعها وأسواقها، تزامنا مع احتفالات المغاربة بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، وما رافقها من مشاعر وطنية متجددة عقب القرار الأممي الأخير الداعم للوحدة الترابية للمملكة.
وفي هذا السياق، انتعشت تجارة الأعلام الوطنية والأقمصة التي تحمل ألوان الراية المغربية وصورا رمزية للمسيرة الخضراء، لتتحول إلى نشاط موسمي ينعش الأسواق السعبية ومحلات بيع الملابس والإكسسوارات، ويستقطب مختلف الفئات العمرية التي تسارع إلى اقتناء هذه المنتوجات للتعبير عن انخراطها في أجواء الفخر والانتماء الوطني.
وفي موازاة هذا الحراك التجاري، تعرف المؤسسات التعليمية في أكادير، بالقطاعين العام والخاص، استعدادات حثيثة لتنظيم أنشطة تربوية وفنية تحتفي بهذه المناسبة الوطنية، حيث تتنوع البرامج بين عروض مسرحية وأناشيد وطنية ومسابقات ثقافية تسلط الضوء على قيم التضحية والوحدة التي جسدها أبناء الوطن في ملحمة المسيرة الخضراء.
ولا يقتصر الاحتفال على المدارس فحسب، بل تمتد الأجواء إلى الفضاءات العامة، حيث تتزين الشوارع بالأعلام والأضواء، وتنظم جمعيات المجتمع المدني أنشطة توعوية وترفيهية تكرّس روح المواطنة وتعرف الأجيال الصاعدة بهذه المسيرة التي غيرت وجه التاريخ المغربي.
وبهذا الزخم الوطني المتجدد، تؤكد أكادير ـ كغيرها من مدن المملكة ـ أن المسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل رمزا ممتدا للوحدة والتلاحم الوطني الذي يربط المغاربة بملكهم ووطنهم.
