أكادير : بين استغلال ثروات “تدارت أنزا” وتحديات التنمية المحلية

أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

تفتقر منطقة تدارت أنزا شمال مدينة أكادير إلى المشاريع التنموية الفاعلة التي من شأنها تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لسكانها، مما يزيد من حجم التحديات التي يواجهونها.

ورغم أن المنطقة تحتوي على عدد من المقالع التي تستغل ثروات الأرض، لا يستفيد السكان بشكل حقيقي من عوائد هذه الأنشطة، ولا يحصدون منها سوى الغبار والضجيج وتآكل البنية التحتية، وسط وعود رسمية لم تجد طريقها إلى التنفيذ.

وفي هذا السياق، أفاد عدد من أبناء المنطقة بأن مقالع تدارت أنزا، التي تشكل مصدرا مهما للمواد الأولية في البناء والإنشاءات، تحولت إلى مصدر إزعاج وقلق متواصلين للسكان المحليين. فمنذ سنوات، تستغل هذه المقالع الأراضي بشكل مكثف، دون مراعاة للبيئة أو لصحة السكان.

وأوضح هؤلاء أن الغبار المتطاير والضجيج المستمر لآليات الحفر والشاحنات وتدهور الطرقات بفعل الوزن الزائد للمركبات الثقيلة، أصبحت كلها مشاهد يومية في حياة سكان تدارت، في حين يقابل ذلك بصمت رسمي، وغياب تام لأي مبادرة تنموية ملموسة تعكس حجم الأرباح المحققة من هذه الاستغلالات.

وأكد ذات المواطنين أن المسؤولين وفاعلي الشأن المحلي ما فتئوا يطلقون وعودا بتحسين الأوضاع، وربط استغلال المقالع بمشاريع اجتماعية وتنموية، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق، إذ لا تزال منطقة تدارت أنزا خارج معادلة الاستفادة.

ويرى عدد من الرافضين للوضع القائم بالمنطقة أنه من الضروري تخصيص نسبة واضحة من الأرباح المحققة لصالح تدارت أنزا وساكنتها، مطالبين بإصلاح البنية التحتية، خاصة الطرق التي تضررت بشكل كبير، وتنفيذ مشاريع تنموية واجتماعية تعود بالنفع على المنطقة.

وإلى جانب ذلك، يشدد هؤلاء على ضرورة الحد من الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن المقالع المذكورة، ومراقبة مدى التزامها بالقوانين الجاري بها العمل، مؤكدين أن مطلب “رد الجميل” الذي ترفعه ساكنة تدارت أنزا اليوم، ليس رفاهية ولا مزايدة، بل هو صرخة مشروعة في وجه استغلال طال أمده، ومحاسبة غابت لسنوات.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً