أردوغان يقطر الشمع على ماكرون، و يطالبه يإجراء “فحص على صحته العقلية”
ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت (24 أكتوبر/تشرين الأول 2020) بسياسات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حيال المسلمين، قائلا إن عليه “فحص صحته العقلية”. وأضاف أردوغان في خطاب متلفز “ما الذي يمكن للمرء قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من أتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة؟ قبل أي شيء: افحص صحتك العقلية”.
وأثار مقترح ماكرون حماية قيم بلده العلمانية من أتباع التيارات الإسلامية المتطرفة حفيظة الحكومة التركية، ليضاف ذلك على قائمة الخلافات العديدة بين الرئيس الفرنسي وأردوغان.
ووصف ماكرون الإسلام هذا الشهر بأنه ديانة تعيش “أزمة” حول العالم وأشار إلى أن الحكومة ستقدّم مشروع قانون في كانون الأول/ديسمبر لتشديد قانون صدر عام 1905 يفصل رسميا بين الكنيسة والدولة في فرنسا. كما أعلن تشديد الرقابة على المدارس وتحسين السيطرة على التمويل الخارجي للمساجد.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان السبت إعادة نشر ما وصفتها بـ “الرسوم الكاريكاتورية المسيئة” للنبي محمد “تحت ذريعة حرية التعبير”، منددة في الوقت نفسه بـ”أي محاولة لربط الإسلام بالإرهاب”.
ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة ضيف الله علي الفايز قوله إن بلاده “تدين الاستمرار في نشر مثل هذه الرسوم و(تعبر عن) استيائها البالغ من هذه الممارسات التي تمثل إيذاء لمشاعر ما يقارب من ملياري مسلم وتشكل استهدافا واضحا للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية وخرقا فاضحا لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته”.
ورأى الفايز أن ما وصفها بـ “الإساءات” تغذي “ثقافة التطرف والعنف التي تدينها المملكة”، مشددا على “ضرورة رفض المجتمع الدولي الإساءة للمقدسات والرموز الدينية”. كما أكد “إدانة الأردن أي محاولات تمييزية تضليلية تسعى لربط الإسلام بالإرهاب، تزييفا لجوهر الدين الإسلامي الحنيف”.
ومن جانب آخر، استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للأخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن، “إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد وتصريحات الرئيس ماكرون ضد الإسلام، وما تمارسه السلطات الفرنسية من استهداف ممنهج للمساجد والمنظمات الإسلامية”، حسب تعبير الحزب.
ويشار إلى أن أستاذ التاريخ الفرنسي صامويل باتي قتل بطريقة وحشية عقب عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمّد على تلامذته، فيما قضى المعتدي على يد الشرطة. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتداء بأنه “هجوم إرهابي إسلامي”.
وجاء هذا الاعتداء بعد ثلاثة أسابيع من هجوم بآلة حادّة نفّذه شاب باكستاني يبلغ 25 عامًا أمام المقرّ القديم لـ”شارلي ايبدو”، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة. وقال منفّذ الاعتداء للمحقّقين إنّه قام بذلك ردّاً على إعادة نشر “شارلي إيبدو” الرسوم الكاريكاتورية.
أ . ف .ب