وأضافت الشركة السلوفاكية، أن النمط الجديد من حصان طروادة والذي اكتشفته في المتجر بتاريخ 4 سبتمبر (أيلول) يعد أولى تلك البرمجيات الخبيثة التي تدمج أحدث خطوات تطور برمجية “دوبت بانكبوت” بشكل ناجح؛ إذ تم تحسين أنماط تشفير البيانات، وتعزيز دقة تفريغ حمولة البيانات، إلى جانب الاستعانة بتقنيات ماكرة لنقل البرمجيات عبر استغلال صلاحيات الوصول في نظام تشغيل أندرويد.
وذكرت “اسيت” أن حالات استغلال صلاحيات الوصول لنظام تشغيل أندرويد باستخدام عدد من برمجيات حصان طروادة سُجلَّت خارج متجر غوغل بلاي في معظم الأحيان. وأكدت التحليلات التي صدرت حديثًا عن شركتي “إس فاي لابس” (SfyLabs) و “زد سكيلر” (Zscaler)، أن قراصنة الإنترنت الذين يعملون على نشر “بانكبوت” قد نجحوا في رفع التطبيق من خلال استغلال صلاحيات الوصول الخاصة بمتجر غوغل بلاي، من دون تضمينه حمولة بيانات البرمجيات الخبيثة الخاصة بالسرقات المصرفية.
ويتمثل حل هذا اللغز في أن حمولة بيانات البرمجية الخبيثة قد تمكنت من الانسلال متجر غوغل بلاي بشكل لعبة تحمل اسم “جويلز ستار كلاسيك” Jewels Star Classic (وتجدر الإشارة هنا إلى أن القراصنة أساؤوا استخدام الاسم الشهير لإحدى منصات الألعاب المشروعة “جويلز ستار” (Jewels Star) المطورة من قبل شركة “آي تري غيمر” (ITREEGAMER) والتي لا ترتبط على الإطلاق بهذه الهجمة البرمجية الخبيثة).
وقالت شركة “اسيت” إنها قامت بإبلاغ الفريق الأمني لشركة غوغل بشأن هذا التطبيق الخبيث، والذي تم تنزيله من قبل نحو 5 آلاف مستخدم قبل أن يقوم المتجر بإزالته.
كيف تعمل هذه البرمجية الخبيثة؟
أوضحت الشركة أنه حينما يقوم المستخدم غير المنتبه بتنزيل لعبة “جويلز ستار كلاسيك” – المطوّرة من قبل “غيمدف توني” (GameDevTony)، فإنه يحصل على لعبة يمكن تشغيلها على نظام أندرويد. وباستخدام بعض الإضافات المخفية، يمكن للقرصان تشغيل حمولة البيانات الخبيثة الكامنة داخل اللعبة، إلى جانب خدمة خبيثة يتم تفعيلها بعد مهلة معينة تم تحديد مدتها خلال وقت سابق.
ويتم تشغيل الخدمة الخبيثة بعد مرور 20 دقيقة على التشغيل الأول للعبة “جويلز ستار كلاسيك”. وبعدها يقوم الجهاز المصاب بالبرمجية الخبيثة بعرض تنبيه يطالب المستخدم بتمكين خدمة تحمل اسم “خدمة غوغل” (Google Service) (ملاحظة: يظهر التنبيه بشكل مستقل عن النشاط الحالي للمستخدم، ودون أي علاقة ظاهرة له مع اللعبة).
وبعد ضغط المستخدم على خيار موافق، والذي يمثل السبيل الوحيد لمنع التنبيه من الظهور مجدداً، ينتقل المستخدم تلقائياً إلى قائمة الوصول الخاصة بنظام أندرويد، حيث تتم إدارة صلاحيات الوصول في النظام. وتظهر بين مجموعة الخدمات المشروعة خدمة جديدة تسمى “خدمة غوغل” التي أنشأتها البرمجية الخبيثة. ومن خلال الضغط على هذه الخدمة يتم عرض وصف مأخوذ عن اتفاقية “شروط استخدام الخدمة” الخاصة بشركة غوغل.
ومن الناحية العملية وبعد الموافقة على منح الصلاحيات، يتم منع وصول المستخدم لفترة قصيرة إلى شاشة جهازه المحمول ريثما تتم “ترقية خدمة غوغل” (Google service update) – وتجدر الإشارة هنا أن غوغل لا تتولى إدارة هذه العملية.
وتستخدم البرمجية الخبيثة هذه الواجهة على الشاشة للتغطية على خطواتها التالية، وتفعيل العمليات نيابة عن المستخدم من خلال الاستعانة بأذونات الوصول التي حصلت عليها البرمجية الخبيثة خلال وقت سابق. وبينما ينتظر المستخدم انتهاء تحميل الترقية الوهمية، تقوم البرمجية الخبيثة بتنفيذ عدد من العمليات.
ومن تلك العمليات السماح بتحميل التطبيقات من مصادر مجهولة، وتثبيت برمجية “بانكبوت” الخبيثة من مصدرها وتفعيلها، وتفعيل “بانكبوت” كمسؤول إدارة الجهاز، وتعيين “بانكبوت” كتطبيق افتراضي للرسائل القصيرة، والحصول على أذونات لتحميل المزيد من التطبيقات الأخرى.
وبعد نجاحها في تنفيذ هذه العمليات، يصبح بإمكان البرمجية الخبيثة البدء بالعمل على تحقيق هدفها التالي والمتمثل بسرقة معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بالمستخدم. وبعكس برمجيات “بانكبوت” الأخرى التي تستهدف مجموعة واسعة من التطبيقات المصرفية المحددة والتي تنتحل أشكالها بهدف الحصول على بيانات الاعتماد الخاصة بالدخول إلى الحسابات المصرفية، ينصب تركيز هذه البرمجية بشكل أساسي على تطبيق غوغل بلاي المثبت على جميع الأجهزة العاملة بنظام تشغيل أندرويد.
وعندما يقوم المستخدم بتشغيل تطبيق غوغل بلاي، تتدخل برمجية “بانكبوت” لتكتسي بالطابع الشرعي للتطبيق وتستخدم نموذجاً مزيفاً منه لطلب معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بالمستخدم.