ما أثار الرأي العام وعموم المهتمّين بالشّأن المغاربي هو هذا الفضول لدى أغلبية ساكنة مدينة سمارة المغربية الذين سارعوا إلى خارج المدينة لأخذ صور سيلڨي مع ما يشبه مقذوفات انفجرت في الخلاء دون أن تحدث إلا ضجيجا عابراً عبور روائح العبير..
والحقيقة أنّ ماسمّي بالفضول هو تعبير عن المزاج العام المطمئن والآمن لساكنة مدينة على تمّاس مع أتباع شنقريحة العسكري.. لذلك سارعوا نحو مكان الانفجارات باعتبارها آخر مقذوفات لعصابة ذاهبة نحو الأفول والإندثار…
هي الأجواء الإحتفالية بمدينتنا المجاهدة بالصوت والصورة وعلى مرمى حجر هناك في اتجاه تيندوف تجد شكل الإحتفال الوهمي عند ما يسمى الإذاعة الصحراوية عبر هذا البلاغ :
( بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 27 يونيو 2025 (واص)- استهدفت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي قواعد العدو بقطاع السمارة ، مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ، حسب ما ورد في البلاغ العسكري الصادر عن المحافظة السياسية للجيش)
ليتضح ان الخسائر الفادحة في الأرواح كانت بسبب الدرون المغربي بعد 25 دقيقة فقط من الإنفجارات مما يؤكد حسب الخبراء بأن فلول أفراد هذه العصابة كانت تحت المراقبة والترصد القبلي..
لكن الغير العادي هو ان تنقل التلفزية الجزائرية الرسمية هذا البلاغ مع ترجمته بالفرنسية ممّا يعدّ دليلا إضافيا على التورط الصريح للنظام الجزائري في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، عبر رعاية وتسليح ميليشيات “البوليساريو” الإنفصالية خاصة وأن كل المعطيات الميدانية تشير إلى أن العناصر الإرهابية انطلقت هذه المرّة من الأراضي الجزائرية بعد إغلاق نافذة موريتانيا بشكل صارم ونهائي.. وهي سابقة تدفع إلى التساؤل عن اختيار هذا الوقت بالضبط وسط رأي عام يسير في اتجاه تصنيف البوليزاريو منظمة إرهابية كما في القرار المشترك باسم الحزبين الجمهوري والديمقراطي المرفوع إلى مجلس الشيوخ الأمريكي إلى جانب تسريبات شبه رسمية تؤكد ان المملكة المغربية تكون قد رفعت في الأونة الأخيرة مشروع طلب طرد شبح الدولة بالاتحاد الإفريقي مع مؤشرات تليين موقف جنوب أفريقيا الذي احتضنت إحدى قاعاته الرسمية خريطة المغرب وبكامل حدوده الرسمية حد الگويرة..
هل من البلادة ان تطلق هذه المقذوفات في هذا التوقيت بالضبط…!؟
لا شكّ أن الجميع تابع سردية الجزائر بعد إيران والتي طغت مختلف المنصات الإعلامية هناك طيلة حرب 12 يوم الأخيرة..باعتبار الجزائر آخر قلاع الممانعة والصمود ضد الإستعمار والتوحش الإمبريالي الصهيوني المخزني..
والحقيقة أن أمنية الثنائي تبّون-شنقريحة ومن معه من أفراد العصابة هي ان يتحقّق شرف العدوان عليهم من طرف الصهيونية المخزنية بقيادة أمريكا لا لأنهم شرفاء العالم بل عصابة تبحث عن تبييض تاريخهم الإجرامي لا غير.. خاصة وقد مدّ الله في حياتهما إلى مرحلة تُسمى “أرذل العمر” بأسوأ النهائيات لمشروعهم الإنفصالي لبلدنا..
ومن يعود إلى جرائد العصابة طيلة مدة ( حرب يوم12) سيعتقد ان المغرب قد شارك فيها إذ لا يخلو اي خبر عن الأحداث هناك دون ذكر اسم المغرب وبأسلوب التحايل والفبركة منها ان جنود مغاربة ماتوا باسرائيل جراء صاروخ إيراني.. و ان ملك البلاد ارسل مساعدات لوحييتيكية إلى نتانياهو..
12يوم من مقذوفات إعلامية وبأكثر من ست عناوين على الاقل.. حتّى ان سقف الوقاحة بلغ بجريدة ( لوسوار دو لانجيري الفرنسية) بنشر مقال بعنوان الإرهاب عملة واحدة بوجهين تحت صورة ( نتانياهو – محمد السادس)
هو سلوك عصابة تجاوزت مرحلة اليأس والإحباط نحو الانتحار بصفة مجرمي شعبهم أولا وشعوب المنطقة المغاربية ومحيطها القاري.. لذلك تجدهم يبحثون عن أي ذريعة لجر المنطقة نحو الحرب بإرسال هذه المقذوفات اليائسة نحو بلدنا
هي العقلية السائدة في جزائر اليوم حيث لا يزال جميع مسؤولي الصف الأول تقريبا ينتظرون فرصة الإنتقام من المغرب باقتطاع الصحراء من تراب المملكة قبل أن يوضعوا في قبورهم
لذلك لم يكن من الغريب ان نسمع زوجة الهواري بومدين ليلة امس بعد صمت طويل تؤكد في تصريح لإذاعة فرنسية على تقرير مصير الشعب الصحراوي بالصحراء الغربية
نحن امام حالة انتحار نظام عصابة من الداخل عبر اللجوء إلى استيراد المسؤولين من الزمن السحيق، و بأوهام خارج السياق، بُنيت في زمن الحرب الباردة وما قبلها، وأصبحت الآن بالية عتيقة مُتجاوزة، لا تصلح إلا للمتاحف لاغير وهو يتابع بحسرة وألم كيف سارعت دول عديدة ومن مختلف القارات إلى أن المضي مع المغرب في اقتراحه لفك نزاع الصحراء تقتضي أولا الخروج من منطقة الراحة بخصوص هذا الملف الذي عمَّرَ لخمسين عاما..
بل هي الدينامية التى انخرطت فيها المحيط الجزائري نفسه مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وحتى موريتانيا وما زالت العصابة تعيش على عقدة الماضي
وغصة الإنتقام ورنين صوت 1963 ( حگرونا المغاربة)
وما زال..
( لأنكم شمايت… ماشي رجال)
يوسف غريب كاتب صحفي
التعاليق (0)