كشفت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب معطيات جديدة عن حشرة اليعسوب التي اجتاحت أسراب كثيرة منها مناطق بجهة سوس ماسة، وأجزاء أخرى من مناطق بجهة كلميم واد نون، بشكل لم يسبق لأهالي المنطقة أن شاهدوا مثله من قبل.
وأوضحت النقابة أنها توصلت بإخبار في الموضوع وبمكالمات من عدد من النحالين المهنيين بإقليم شتوكة آيت باها وتارودانت وتزنيت، والتي أكدت كلها أن هذه الحشرة تتغذى على النحل السارح “les butineuses” وتفترسه.
ونبهت النقابة في بلاغ إخباري إلى أن هذا الوضع حتما سيكبد النحالين خسائر مادية جسيمة، خاصة ونحن في بداية موسم التطريد الذي يعتبر أهم موسم في السنة، حيث يعتمد عليه كل نحال في تكثير خلايا نحله.
وأضاف البلاغ الممهور بتوقيع الحسن بنبل، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، أنه “لوحظ بعدة مناحل تراجع طوائف النحل الموجودة بالمناطق التي اجتاحتها أسراب هذه الحشرة، ما دفع النحالين إلى تنقيل نحلهم، وبالتالي حرمانهم من الاستفادة من الغطاء النباتي الذي تزخر به المناطق التي تعرضت لهذا الاجتياح”.
وخلص البلاغ نفسه إلى أن “اليعسوب هو حشرة تندرج ضمن الحشرات المفترسة التي تتغذى على الحشرات الأقل منها حجما، منها النحل والدبابير، كما تشكل هي نفسها في مراحل نموها الأولى داخل الأنهار والسدود والمستنقعات غذاء للضفادع والأسماك، وبعد اكتمال نموها وطيرانها تصبح كذلك غذاء للطيور والحشرات المفترسة، وذلك في توازن إيكولوجي عجيب، ولا تلحق أي ضرر بالفلاحة والإنسان والحيوان”.
ووفقا لبلاغ النقابة، فإن “ظهور هذه الحشرة على شكل أسراب، وبهذه الكثافة، في هذه الفترة، يعد ظاهرة تستدعي فتح بحث والقيام بتحقيق علمي لدراسة هذه الحالة، وما إن كانت ناتجة عن خلل في التوازن البيئي المذكور، خاصة أن هذه الحشرة لا تعيش إلا في الأماكن الرطبة المحاذية لضفاف الأنهار والمستنقعات والسدود والبرك المائية وكذا الأحواض المائية بالضيعات الفلاحية، حيث تضع بيضها وتكمل دورة حياتها”.
وأهابت الهيأة نفسها بالنحالين المهنيين أن “يبذلوا كل ما في وسعهم لتغطية احتياجات السوق الوطنية من العسل المحلي الجيد خلال شهر رمضان، الذي يعرف إقبالا كبيرا على هذه المادة الحيوية التي تحرص كل مائدة مغربية على أن يكون عسل النحل أحد أهم مكوناتها، وهو ما سيشكل كذلك مساهمة نوعية في الحفاظ على جانب هام من جوانب تراثنا اللامادي”.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.