لجان مراقبة سرية تضبط معاصر زيتون متورطة في تلويث الوديان والسدود

غير مصنف

باشرت لجان إقليمية مختلطة، خلال الأيام الأخيرة، حملات تفتيش ميدانية مفاجئة استهدفت عددا من معاصر الزيتون، وذلك في إطار مراقبة مدى التزامها بالمعايير البيئية، خصوصا ما يتعلق بعدم تصريف مادة “المرج” السائلة الملوِّثة في المجاري المائية.

وأفادت مصادر مطلعة أن هذه الزيارات تتم بشكل سري ودون إشعار مسبق، بعدما تم تسجيل حالات متكررة لإقدام بعض المعاصر على التخلص من مخلفاتها الصناعية مباشرة في الأنهار والوديان، ما تسبب في تلويث المياه وتحول لونها إلى الأسود، مخلفاً أضراراً بيئية خطيرة.

وتعرف هذه الفترة من السنة نشاطا مكثفا لمعاصر الزيتون بمختلف جهات المملكة، تزامناً مع موسم الجني والعصر، وهو ما يرافقه ارتفاع ملحوظ في مستويات التلوث الناتج عن العصارة السامة، التي تشكل تهديدا حقيقيا للفرشات المائية، والمزروعات، وحتى الثروة الحيوانية.

وتنتج عملية عصر الزيتون كميات كبيرة من المواد العضوية الملوثة، من بينها “الفيتور” ومادة “المرج”، وهي مخلفات تطرح إشكالات بيئية كبيرة في حال تصريفها بشكل عشوائي في الوديان أو مجاري المياه، نظرا لما تحتويه من مركبات سامة يصعب تحللها طبيعيا.

وبحسب المصادر سالفة الذكر، لم تقتصر تدخلات اللجان على رصد المخالفات، بل شملت أيضا توجيه تنبيهات صارمة لأصحاب المعاصر بضرورة احترام البيئة، والإسراع في إنجاز صهاريج مخصصة لتجميع مادة المرج ومعالجتها، وفق المعايير التقنية المعتمدة.

كما شدد المسؤولون، خلال هذه الجولات التفقدية، على أهمية احترام بنود دفاتر التحملات، خاصة ما يتعلق بالكمية المرخص بعصرها من الزيتون، وتحسين شروط النظافة، وتوفير ظروف عمل ملائمة داخل وحدات الإنتاج، تفاديا لأي انعكاسات صحية أو بيئية سلبية.