في ظل فضيحة “ماسترات ابن زهر” التي هزت الرأي العام وأدت إلى سجن أستاذ جامعي وفتح تحقيق معمق، تتجدد الدعوات لتحصين الجامعة المغربية من الداخل. أكدت رحمة بورقية، رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، على الأهمية القصوى لإرساء منظومة أخلاقية متكاملة تشمل كل من له صلة بالحرم الجامعي، من أساتذة وطلاب وإداريين، لتنعكس هذه القيم في السلوك اليومي والممارسات التعليمية والعلمية.
ضرورة التغيير الشامل
لم تعد المسألة مجرد دعوة للمبادئ، بل أصبحت ضرورة ملحة. شددت بورقية في كلمتها خلال افتتاح الدورة الثامنة من الولاية الثانية للمجلس، على أن تعزيز البعد الأخلاقي في الجامعة يتطلب انخراطًا جماعيًا ومسؤولًا من كل الأطراف. الهدف هو ترسيخ ثقافة النزاهة والمسؤولية الأكاديمية التي تليق بصرح العلم.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة المجلس على الحاجة الماسة لإدخال تغييرات جوهرية على القانون المنظم للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. يجب أن تشمل هذه التغييرات حكامة الجامعة، والنموذج البيداغوجي المتبع، ومناهج التدريس، وأساليب التكوين، بالإضافة إلى طرق إشراك الطلبة بفعالية أكبر.
جامعة المواطن المفكر والنخب المستنيرة
إن الهدف الأسمى من هذه التعديلات، وفقًا لبورقية، هو تمكين الجامعة من أداء أدوارها المحورية في المجتمع. فالمطلوب ليس فقط تخريج حملة شهادات، بل إعداد مواطن مفكر، عقلاني، ومشارك بفعالية في الحياة العامة.
كما تسعى هذه الإصلاحات لجعل الجامعة فضاءً حقيقيًا حاضنًا للقيم والأخلاق، ومشتلاً للنخب المستنيرة التي ستقود المجتمع نحو التقدم والازدهار. فهل تكون فضيحة “ماسترات ابن زهر” نقطة تحول حاسمة نحو جامعة مغربية أكثر حصانة ونزاهة؟
التعاليق (0)