في الذاكرة.. ذكرى الشهيد محمّد گرينة

لا يأتي الحديث عن قلعة أنزا.. أو أن تمرّ بهذا الحيّ العمّالي شمال أكادير دون أن يتبادر إلى ذهنك أسماء صامدة وفي احترام كبير في جدران القلب صفحات الذّاكرة..
هم الآن في طريق الخلاص حيث البصيرة تسابق البصر..
لم يمت موتة عادية بقدر ما أرغم على الموت.. فقد كان من عشّاق الحياة وبناة المستقبل.. ليصنع الآن من صورة الحياة – بعد التغييب الأبدي – تلك الكلمة التي لا تنتهي بمجرد قمّاش ودموع وبعض الرثاء لتزيين سطور القصيدة
أبداً.. بل إن الدنيا طريق حياة لا تعبّد إلاّ بخطوات الشهداء السابقين لزمنهم كهذا الشّاب اليافع التي صادفت ولادته ( 1959) ميلاد الحركة الإتخاديّة بأغسديس / انزا وكعادة كل أقرانه من الكتّاب القرآني إلى المدرسة النظاميّة
16 سنة كانت كافية ان يولد في محيط المدينة شاب يافع ومسؤول حصل وبجدراة واستحقاق على منحة داخلية لمتابعة دراسته بالبيضاء ثانوية الخوارزمي شعبة الهندسة..
شاب متواضع مشهود له بالاستقامة وعضو نشيط بافق السعي نحو بناء مستقبل سياسي جديد يرقى إلى مستوى تطلعات الشباب المغربي المؤمن بالدينقراطية والعاشق للحرية معتبراً القضية الفلسطينية بؤرة هذا المشروع السياسي.. لذلك كان الشهيد محمد گرينة من العناصر البارزة داخل الشبيبة الإتحادية التي شاركت بقوة في تظاهرة الاحتفال بيوم الأرض 30 مارس بأكادير
كان آخر يوم له بالميدان لتنطلق بعد ذلك يومية سريعة بدأت باعتقاله يوم 17 أبريل 1979 بالبيضاء…
جيء به يوم 23 من نفس الشهر إلى المحكمة الابتدائية بأكادير َمحمولاً على الأكتاف جراء التعذيب.. ليتمّ رفض إحالته على المستشفى رغم تدهور حالته الصّحّية
ليغادرنا في اليوم الموالى وهو في عزّ العطاء وفورة الشباب..
والآن بعد مرور 43 سنة فلا احد يتذكّر قبر الجلاّد..
أما الشهيد فهو كالإنسان الأسمى الذي حلم به أفلاطون.. ليبقى حيّاً في الذاكرة والوجدان

التعليقات مغلقة.