يستعد مجموعة من النشطاء الأمازيغ لوضع شكاية ضد “يوتوبر” معروف، وذلك على خلفية تداول محتويات رقمية تتضمن “سبا وقذفا وتحريضا على التمييز والكراهية”.
في هذا السياق، كلفت 15 شخصية فاعلة في حقل الأمازيغية المحامي بهيئة الرباط محمد ألمو، بالشروع في تحريك المسطرة القضائية ضد “اليوتوبر” المعني بالأمر، بوضع شكاية لدى الوكيل العام للملك بالرباط.
وحسب ما أوردته مصادر مطلعة، فإن من بين هذه الشخصيات المثقف الأمازيغي البارز أحمد عصيد، ورشيد بوهدوز، المنسق الوطني لـ”أكراو من أجل الأمازيغية”، إلى جانب الناشط رشيد أيلال ونزيه أبركان كأطراف في الشكاية، فضلا عن 10 نشطاء آخرين يمثلون مختلف جهات المملكة، ويعتبرون أنفسهم معنيين بما صرح به المشتكى به عبر قنوات التواصل الاجتماعي.
وتهدف هذه الخطوة، وفقا للمصادر نفسها، إلى حماية “للمجتمع المغربي من خطابات الكراهية”، مسجلة أن الشخصية المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتج خطابا “يحتقر الهوية الأمازيغية الأصلية للمغاربة، وتتخذ الهجوم عليها عملا مدرا للدخل على شبكات البث المفتوح”.
وترى الفعاليات الأمازيغية الغاضبة من تصريحات “اليوتوبر” أن “التمييز على أساس العرق أو اللغة يعد تهديدا للسلم الاجتماعي، وهو ما لا يمكن القبول به”، مشيرة إلى أن “تكرار مثل هذه السلوكات يستدعي التدخل، ومن الآن فصاعدا لن يكون هناك أي تساهل من طرف الديناميات الأمازيغية كيفما كان نوعها”.
وأكدت الفعاليات نفسها أن “التساهل مع مثل هذه التصريحات يساهم في انتشارها وسط المجتمع”، مشيرة إلى تسجيل “خطابات عنصرية في مدرجات الملاعب، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى في بعض وسائل الإعلام الخاصة”، معتبرة أن “هذا يضعف قيم تامغرابيت ويهدد الشعور القومي المغربي الذي تجب تنميته”.
وفي تفاعله مع الموضوع، كشف المحامي بهيئة الرباط محمد ألمو، المكلف بوضع شكاية لدى الوكيل العام للملك بالرباط ضد “اليوتوبر” المعني، أن “المحتويات التي تم ترويجها وجرى الاحتفاظ بها لتقديمها ضمن الدفوعات للجهة القضائية تتضمن أفعالا مجرمة بمقتضى القوانين المغربية”.
وأضاف المحامي أن “الأفعال التي يمكن أن تكيف بها هذه المحتويات ترتبط بالسب والقذف والتحريض على التمييز والكراهية”، مردفا أن “النيابة العامة ستبت في الشكاية وتقرر كيفية التعاطي معها”.
وأكد ذات المحامي أن “المشتكى به استعمال أوصافا قدحية تجاه من يسميهم “الشلوح”، وصنفهم ضمن فئات مجتمعية “منحطة وبدون كرامة”، وتتميز بـ”عقول جائعة”، مبرزا أنه بفعله هذا “يسعى إلى نشر التفرقة والتسبب في الفتنة والصراعات الإثنية والعرقية والعنصرية”.
وشدد المحامي على أن “ما تفوه به المشتكى به في بث مباشر على قناته بمنصة “تيك توك” يشكل تحريضا على التمييز والكراهية بين الأشخاص لاستهدافه أهم مكونات المجتمع المغربي بعبارات تحقيرية ماسة بكرامتهم”، مشيرا إلى أن “انتشار وتداول محتويات المعني بالأمر على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي ساهم في تداول صدى هذه العبارات وتوظيفها من طرف عدد من متابعيه”.