عبد اللطيف البعمراني
كشف الزلزال الذي ضرب وسط المغرب عن نبل الإنسان المغربي ومعدنه التضامني والتآزري. فقد أظهر المواطنون المغاربة في شمال البلاد وجنوبها، من طنجة حتى الكويرة، عن الحس التضامني للمغاربة أينما كانوا، وهو أمر يجعلنا نعتز بمغربيتنا أينما كنا. فما أظهره مواطنونا في كل بقاع المغرب من تضامن ودعم مادي وعيني لإخوانهم بالمناطق المنكوبة يكشف مجددا عن قيم التضحية والعطاء اللامحدود التي تميزهم.
لكن يبقى هناك شيء أساسي لا يمكن إغفاله، ويهم طريقة تعاطي إعلامنا الرسمي مع هذه الفاجعة من خلال نظرة ورؤية يطبعها نوع من “الحول”! فقد كان هناك تركيز لإعلامنا على ما سماه زلزال الحوز، علما أن آثار هذا الزلزال مست، وبقوة، كل مناطق وسط المغرب من تارودانت حتى ورزازات.
وطبعا بؤرة الزلزال همت بلدة “إغيل” بمنطقة الحوز. وهذا أمر لا يشكك فيه أحد. لكن إمتدادات الهزة وصلت إلى مناطق أخرى منها تارودانت وورزازات وغيرها. وبالنسبة لتارودانت التي سجل بها ثاني أكبر رقم لضحايا بعد الحوز، فإن الأمور والمعطيات لم تتوضح بشأنها بعد.
فكما يعرف الكل فكارثة الزلزال الحالية مست ببلادنا أساسا المناطق القروية أكثر من الحضرية. ففي محيط شيشاوة وأمزميز بالحوز، تضررت بشكل كبير المناطق القروية.
وبالنسبة لتارودانت التي تعتبر مغربيا من أكبر الأقاليم والعمالات التي يشمل مجالها الترابي وطنيا أكبر عدد من الجماعات القروية، فهذا يدل على أن العدد الحقيقي لضحايا زلزال يوم 8 شتنبر الحالي بهذه العمالة ما زال غير معروف، أو على الأقل تحوم بشأنه بعض الشكوك والتخوفات، وهو أمر يفرض على إعلامنا الرسمي أن يراجع بعض معطياته فيما يخص معطيات هذه الكارثة، بدل الإقتصار في نقلها على الحوز دون مناطق أخرى متضررة في وسط وشرق المغرب. فحدة معاناة مواطني وضحايا هذه المناطق لا تقل عن معاناة غيرهم بمناطق مغربنا الأخرى.