تزنيت:عبدالله بن عيسى
يبدو أن حزب التقدم والاشتراكية في تزنيت قرر أن يحرق أوراق “الكتاب” بيده، وكأن الرمز الانتخابي لم يعد سوى ورقة لا قيمة لها في مهب الرياح.
كيف لا، ونحن نرى رفاق أوعمو يتعاملون مع السياسة كمن يعبث بكتاب قديم، يقلب صفحاته بلا هدف أو قراءة، بل الأدهى من ذلك أنهم قد أشعلوا فيه النار، لا ليضيئوا الطريق، بل ليحرقوا ما تبقى لهم من تاريخ ومبادئ.
الوضع الحالي للحزب في الأغلبية بمجلس جماعة تزنيت مثير للدهشة، فهو أقرب إلى تحالفات مصلحية تفرضها ضغوط نائبين في المكتب المسير، وكأن الحزب قد اختار أن يكون مجرد أداة لتلبية مصالح الآخرين بدلًا من الوفاء بالتزاماته تجاه ناخبيه.
إنه كتاب يحترق، صفحة بعد صفحة، بينما رفاق أوعمو يتفرجون، عاجزون عن إدراك أن بقاءهم في هذا التحالف الثلاثي الهش هو انتحار سياسي بطيء.
كان من المفترض أن يسألوا أنفسهم: هل يبقى الكتاب في رف الأغلبية فقط ليجمع الغبار، أم أن مكانه الطبيعي اليوم هو في المعارضة، حيث يستطيعون ممارسة دورهم الحقيقي والدفاع عن مصالح الناس؟ لكن يبدو أن التعاقد الذي أبرموه مع ناخبيهم في انتخابات 8 شتنبر قد أصبح مجرد حبر على ورق، ورق يحترق بسرعة، تمامًا كأوراق الكتاب الذي يتآكل دون أن يشعر به أحد.
وحين تساءلنا عن سر استمرار الحزب في هذا التحالف الذي وصفه البعض بأنه “كارتوني”، جاءت الإجابة الصادمة: “المرحلة فارغة من الإنجازات.”
وكأن الحزب يعترف ضمنيًا بأنه أصبح مجرد حبر على ورق في كتابٍ لم يعد يُقرأ. يبدو أن النضال والكفاح السياسي قد استُبدلا بالجلوس في مقاعد الأغلبية، بلا حراك أو تأثير.
إذا استمر حزب التقدم والاشتراكية في هذا الطريق، فسيأتي اليوم الذي لن يتبقى فيه سوى رماد الكتاب، ولن يذكر الناس سوى أنهم أحرقوا أوراقهم بأيديهم، متناسين أنهم كانوا يحملون في يومٍ ما كتابًا يرمز للفكر والتقدم.