أثار نشر صور لأشغال تأهيل شارع سيدي عبد الرحمان في المدينة القديمة بتزنيت على مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من الجدل بين المواطنين والمدونين المحليين وعدد من الفاعلين السياسيين.
وقد تباينت الآراء حول الجهة التي أطلقت الصفقات والممولة لهذا المشروع، مما أدى إلى انقسام واسع في التعليقات والتفسيرات بين الأطراف المختلفة.
المشروع والممولون
وفقًا للمعلومات المتوفرة، وخاصة إعلان الصفقة المتعلقة بالمشروع، فإن الجهة المشرفة والممولة الأساسية لهذه الأشغال هي المديرية الإقليمية للإسكان وسياسة المدينة، وذلك بالتعاون مع *شركة العمران سوس ماسة*. ويهدف المشروع إلى تأهيل المدينة القديمة داخل الأسوار، بما في ذلك تحسين البنية التحتية، الطرق، المساحات الخضراء، والساحات العمومية، مع التركيز على شارع سيدي عبد الرحمان كأحد المواقع الرئيسية التي تخضع لأشغال التهيئة.
الأعمال والمشاريع المصاحبة
تشمل المشاريع التي تم إطلاقها ضمن هذا البرنامج تحسين شارع سيدي عبد الرحمان، بالإضافة إلى تأهيل أماكن أخرى في المدينة القديمة مثل حديقة محمد الزرقطوني، ساحة الجامع الكبير، ساحة العين أقديم، وساحة سيدي بوجبارة. إضافة إلى ذلك، قامت شركة العمران سوس ماسة بتمويل مشاريع أخرى موازية لتدعيم السور التاريخي للحي الجديد، وتقوية البنيات التحتية في الأحياء ناقصة التجهيز، كما تم تحسين الطرق والإنارة العمومية، وترميم المباني الآيلة للسقوط.
الإعلان عن الصفقة
في 13 مارس 2024، قامت *شركة العمران سوس ماسة* بنشر طلب عروض أثمان رقم 09/2024 عبر البوابة الإلكترونية للصفقات العمومية. يتعلق هذا الطلب بأشغال تهيئة الطرق والمساحات الخضراء والساحات العمومية في الأحياء ناقصة التجهيز بالمدينة العتيقة لتزنيت، وذلك في إطار الشطر السادس من سياسة المدينة.
الهدف من هذا المشروع هو تحسين جودة البنية التحتية في المدينة القديمة وتعزيز جاذبيتها السياحية، مما يساهم في الحفاظ على الطابع التاريخي للمدينة وتحسين جودة حياة سكانها.
يأتي هذا التعاون بين المديرية الإقليمية للإسكان وسياسة المدينة وشركة العمران سوس ماسة ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تحسين المدن العتيقة والمحافظة على معالمها التاريخية، بما يساهم في التنمية المحلية والاقتصادية للمنطقة.
اختلاف الآراء حول المشروع
رغم وضوح الجهة الممولة والمشرفة على المشروع، إلا أن هذا لم يمنع من انتشار الشائعات والتكهنات حول مصادر التمويل وطبيعة الصفقات.
وقد دعت بعض الأصوات إلى المزيد من الشفافية والتواصل مع المواطنين حول تفاصيل هذه المشاريع لضمان فهم أكبر وتفادي سوء الفهم الذي قد ينتج عن غياب المعلومات الواضحة.
يبقى مشروع تأهيل شارع سيدي عبد الرحمان في تزنيت مثالًا على التحديات التي تواجهها المدن التاريخية في محاولة المحافظة على طابعها التراثي مع تلبية احتياجات العصر الحديث. ومع استمرار النقاش حول مصادر التمويل وإدارة المشروع، تظل المسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني لضمان نجاح هذه المبادرات وتحقيق الأهداف المرجوة منها.