تتفاقم معاناة العديد من مرضى السل بالمغرب بسبب انقطاع الأدوية، في الوقت الذي ينذر فيه التوقف عن العلاج بتداعيات صحية وخيمة.
وأكد هؤلاء المرضى أن الأدوية المسلمة لهم من قبل المستوصفات لم تعد تغطي أسبوعا بعدما كانت تصرف لهم كمية تكفي لمدة شهر أو أزيد، الأمر الذي يجبر غالبيتهم على التوقف عن تلقي العلاج.
وعبر هؤلاء عن مخاوفهم من تدهور وضعهم الصحي بعدما تعذر عليهم الحصول على الأدوية الكافية، وهو ما ينذر بانتقال العدوى إلى أفراد أسرهم، أو عودتهم إلى المراحل الأولى من المرض بسبب الانقطاع عن تناول الأدوية بانتظام.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، نبه الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، إلى أن التوقف عن العلاج بسبب قلة الأدوية أو انقطاعها يشكل انتكاسة كبيرة، حيث يصبح المريض ناقلا للمرض المقاوم للأدوية، وتسهل عملية انتشاره بشكل أوسع.
وأوضح حمضي أن هذا المشكل يعيق الجهود المبذولة للحد من الإصابة بالسل أو القضاء عليه بحلول 2030، وفقا للأهداف المحددة دوليا.
وحسب ذات المتحدث، فإنه وعلى الرغم من المجهودات المبذولة فإن داء السل لا يزال يمثل مشكلة مقلقة للصحة العامة، مؤكدا أن الانخفاض في حالات الإصابة بالسل بطيء جدا ولا ينخفض إلا بنسبة 1 في المائة سنويا بين عامي 2015 و2021.
وتبعا لذلك، دعا الخبير الصحي والباحث في النظم الصحية إلى ضرورة العمل على المحددات الاجتماعية والاقتصادية المساهمة في انتشار داء السل، وتوفير الأدوية بالشكل الكافي لتمكين مرضى هذا الداء من العلاج.