نددت وبشدة جمعية صوت الطفل بأكادير، المشتغلة على قضايا الطفولة والمرأة، بما يتعرض أطفال الشوارع في مدينة أكادير، من تشرد وضياع وإهمال بشكل يجعلهم يتجولون في الشوارع حفاة وعراة، في غياب إدماج حقيقي ينقذهم من قساوة الحياة التي لم ترحم هذه الأجساد النحيلة التي يصادفها المواطنون يوميا في مشهد جد مؤلم، وهي على أرصفة الشوارع والأزقة في أسوء حالة.
وأشار تقرير الجمعية الذي تتوفر أكادير 24 على نسخة منه إلى أن الأطفال المشردين أو ما يطلق عليهم «أطفال الشوارع» ينتشرون في مجموعات بكل أحياء مدينة أكادير عاصمة جهة سوس ماسة، خصوصا بحي الباطوار، وحي تالبرجت، والداخلة، والسلام، حيث يتعرض بعضهم للاستغلال وللاغتصاب في بعض الحالات،كما يتضح ذلك من حالة بعض النساء والفتيات المريضات عقليا، وهن في وضعية حمل نتيجة ما يتعرضن له من عنف واغتصاب.
وذكرت الجمعية أن جنبات وأزقة حي الباطوار وساحته العمومية تعرف استفحال هذه الظاهرة الخطيرة بكثرة، لتواجد محطة لحافلات النقل الحضري به، ومحطة لسيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، فضلا عن وجود مرابد عديدة يتم ركن السيارات فيها، مضيفة بأن بهذا الحي يوجد كذلك مبنى سينما السلام المهجور، الذي يتحول ليلا ونهارا إلى نقطة تجمع لطفولة مشردة تتقاذفها قساوة الحياة وهي في سن مبكرة، حيث شاءت الأقدار والظروف أن تعيش في هذا الوضع المؤلم، بل أكثر من ذلك يتعرض الضعيف من هؤلاء المتشردين لاعتداءات مختلفة من قبل من هو أقوى منه، فضلا عن العيش في ظروف صعبة تحت تأثيرات الأحوال الجوية المتقلبة. وفي ظل هذه الظروف القاسية، يقول تقرير الجمعية، أن بعضهم يمتهن التسول، وبعضهم الآخر يقبل بأي عمل يحصل من خلاله على قوت يومه وهو في أحسن الأحوال يكفيه ليوم واحد، ولا يكون مضمونا في الأيام الأخرى، علما بأن فئة مهمة تعاني في صمت بسبب أمراض مزمنة، عضوية ونفسية وعصبية تحتاج إلى علاج.
وذكرت جمعية صوت الطفل بأكادير، أن عدد الأطفال المشردين، الذين يطلق عليهم أيضا في المغرب «الأطفال المتخلى عنهم»، يقدر بنحو 400 ألف طفل، في مختلف ربوع المملكة حسب إحصائيات رسمية، مبرزة أن هذا الرقم مشكوك في صحته، لأن العدد بحسبها «يقارب المليون طفل، مما يستوجب علينا كمجتمع مدني وخصوصا الجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرة والطفل، دق ناقوس الخطر، والعمل على إيجاد حلول آنية وسريعة لهذه الظاهرة الخطيرة التي ستكون لها بلا شك أبعاد وخيمة في غضون السنوات القليلة القادمة» وفقا لفقرة من التقرير.
ولهذه الأسباب كلها، دعت الجمعية جميع المتدخلين من أجل تعزيز تأطير الأسر، وخلق مؤسسات حكومية خاصة بالأطفال والفتيات اللواتي تخلت عنهم أسرهم والعمل على تأهيلهم نفسيا واجتماعيا، إلى جانب إيلاء قضية الأمهات العازبات أهمية قصوى لأنهن يأتين في مقدمة العوامل المساهمة في تفشي ظاهرة أطفال الشوارع في المغرب، مؤكدة على أهمية الاعتناء بهذه الفئة المغلوبة على أمرها والعمل على إدماجها في المجتمع، وإيجاد حلول ناجعة للحدّ من هذه الظاهرة السلبية التي تعد آفة خطيرة تساهم في انتشار الانحراف وسط المجتمع وتعمل على تخريبه.
تعليق واحد
Les solutions éxistent ..! mais on méprise trop cette tranche de population marginale ;et marginalisée, et silencieuse ,;malaimée par tous , elle n’arrive pas à s’éxprimer, ..! on peut construire des centres d’hébérgements ,et de réhabilitation dans lesquels les plus jeunes de ces enfants de la rue peuvent retrouver l’école ,ou des instituts de formation professionnels afin de permettre leur réincertion sociale ; avec quel budget ? on peut n’etait ce qu’une année d’éxistence accorder la priorité à ce fléau qui n’a épargné aucune ville ou village au Maroc, on peur instituer un impot que les personnes actifs peuvent payer