كشفت مصادر متطابقة، تفاصيل مثيرة عن الأيام الأخيرة من حياة عبد العالي الحاضي المعروف بـ”سفاح تارودانت”، الذي توفي الجمعة الماضي، بسجن آسفي، ، بعد قضائه عدة سنوات داخله.
ونقلت المصادر ذاتها، أن “سفاح تارودانت”، توفي في آخر أيامه، “متعبدا في شهر الصيام”، في زنزانته الانفرادية بجناح “الإعدام”، كما ظل منذ الحكم عليه بعقوبة الإعدام في دجنبر من عام 2004، معزولا على العالم حتى من طرف زيارات ذويه نظرا لمحدودية إمكانياتهم المادية والشبه منعدمة.
وصدر بحقه حكم بالإعدام عام 2005 لكنه لم ينفذ، لأن المغرب توقف عن تنفيذ هذه العقوبة بشكل فعلي منذ 1993، دون إلغائها رسميا من النصوص القانونية، ويكتفي بسجن المحكومين بشكل مؤبد، إن لم يصدر بحقهم عفو ملكي بتخفيف العقوبة أو السراح.
وكان الرأي العام المغربي، قد صدم خلال غشت 2004، حينما عثر بعض السكان المحليين على هياكل عظمية وجماجم بشرية ملقاة في الواد الواعر بمدينة تارودانت، وقاموا بالاتصال بالشرطة التي حضرت لعين المكان.
من خلال التحقيق الأولي استنتجت الشرطة بأن عدد الضحايا هو 8 بعد حساب عدد الجماجم التي عُثر عليها، كما عرف عناصر الشرطة بأن الضحايا هم أطفال صغار نظراً لصغر حجم العظام التي تم العثور عليها.
وعمل المحققون في الشرطة العلمية على تكثيف التحقيقات للوصول للجاني، وكانت بدايتهم من مكان العثور على الجماجم والعظام حيث قاموا بجمع كل دليل أو علامة يمكن أن توصلهم للجاني، وكان من بين ما تم جمعه عينات من التربة لمساعدتهم على المكان الذي كانت مدفونة به هذه الجثث.
كما تم استدعاء بعض الأسر التي بلغت عن فقدان أبنائها ليتم أخذ عينات من حمضهم النووي ومقارنته بالجماجم التي تم العثور عليها، وقد كانت النتيجة إيجابية وحصل تطابق في الحمض النووي لثلاثة جماجم مع ثلاثة أباء من أصل خمسة بلغوا عن اختفاء أبنائهم.
وعانى المتهم عذابا نفسيا، بسبب الجرائم التي اقترفها، واعترف في خرجات إعلامية بكونه يعيش عذابا نفسيا بسبب عقدة الذنب من جرائمه البشعة.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.