تحقيق يكشف عن جريمة بيئية وإهمال رسمي يهدد صحة سكان قريتين
في تطور خطير يهدد سلامة البيئة وصحة المواطنين، كشفت مصادر محلية عن قيام شخص مجهول بالتخلص من كميات كبيرة من الدجاج النافق بطريقة غير قانونية، حيث قام برميها في بئر مهجور يقع على الحدود الفاصلة بين جماعتي سيدي حساين التابعة لإقليم سيدي إفني وأولاد جرار بإقليم تيزنيت. ولم يكتفِ الفاعل بذلك، بل عمد إلى ردم البئر بالتراب في محاولة يائسة لإخفاء جريمته، إلا أن الروائح الكريهة التي بدأت تنتشر بشكل مقلق وتكاثر الحشرات بشكل غير طبيعي، سرعان ما كشفت المستور وأثارت موجة من الخوف والغضب بين السكان المحليين.
خطر داهم يتربص بالمياه الجوفية وصحة الإنسان
تكتسي هذه الحادثة بعداً بالغ الخطورة بالنظر إلى طبيعة المنطقة المتضررة، فهي منطقة قروية تعتمد بشكل أساسي على المياه الجوفية والعيون الطبيعية كمصدر رئيسي لمياه الشرب والاستخدامات الزراعية والحيوانية. وبحسب خبراء البيئة والصحة، فإن التحلل السريع للدجاج النافق في باطن البئر، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، سيؤدي حتماً إلى تسرب مواد سامة وبكتيريا فتّاكة إلى مخزون المياه الجوفية، مما يهدد بشكل مباشر حياة المئات من السكان الأبرياء.
ويحذر المختصون من أن هذه الممارسات اللا مسؤولة قد تتسبب في تفشي أمراض خطيرة كالكوليرا والتيفوئيد والتسمم الغذائي وغيرها من الأمراض التي تنقلها المياه الملوثة، الأمر الذي قد يدفع المنطقة إلى حافة أزمة صحية حقيقية إذا لم يتم التحرك العاجل لاحتواء هذا التلوث.
انتهاك صارخ للقانون وصمت رسمي يثير الاستياء
على الصعيد القانوني، يُعدّ هذا الفعل جريمة بيئية مكتملة الأركان وانتهاكاً سافراً لقوانين حماية البيئة والصحة العامة المعمول بها، ويستوجب المساءلة القانونية للمتورط أو المتورطين. ومع ذلك، فإن المثير للقلق والاستياء هو الصمت المطبق من جانب الجهات المسؤولة حتى الآن، حيث لم يصدر أي بلاغ رسمي يوضح الإجراءات المتخذة، ولم تبدأ أي تحقيقات جدية لكشف ملابسات الحادث أو عمليات تطهير وتقييم لمدى خطورة التلوث المحتمل.
وقد عبّر العديد من سكان المنطقة عن غضبهم الشديد إزاء هذا التأخر والتجاهل من قبل السلطات المعنية، مطالبين بتدخل فوري وعاجل لاحتواء هذه الكارثة البيئية والصحية الوشيكة، ومعاقبة المسؤولين عن هذا الفعل الشنيع، وإطلاق حملات توعية مكثفة لتجنب تكرار مثل هذه الممارسات الخطيرة في المستقبل.
نداء عاجل وتوصيات لحماية البيئة وصحة السكان
أمام هذه التطورات المقلقة التي تنذر بعواقب وخيمة، يناشد السكان والفعاليات المدنية في المنطقة السلطات الإقليمية والبيئية بالتحرك الفوري والعاجل من أجل:
أخذ عينات فورية من المياه الجوفية وتحليلها لتحديد مدى التلوث ونوعيته.
الشروع في عمليات تطهير شاملة للبئر وردمه بطريقة آمنة تضمن عدم تسرب أي مواد ملوثة مستقبلاً.
فتح تحقيق قضائي معمق لكشف هوية المتورطين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون.
إطلاق حملات توعية وتحسيسية مكثفة بين السكان حول الطرق السليمة للتخلص من النفايات الحيوانية والمخاطر الناجمة عن الدفن العشوائي.
إن كارثة الدجاج النافق التي تهدد منطقة سيدي حساين وأولاد جرار تفتح من جديد ملف الإهمال والغياب الملحوظ للرقابة البيئية في المناطق القروية، وتضع علامات استفهام كبيرة حول مدى استعداد وجاهزية السلطات للتعامل مع الأزمات البيئية والصحية قبل فوات الأوان وتفاقم الأوضاع إلى ما لا تُحمد عقباه.
التعاليق (0)