مع اقتراب موعد إقامة كأس أمم إفريقيا بالمغرب وما يرافقه من استعدادات لوجستية وتنظيمية كبرى، تبرز إلى السطح قضايا اجتماعية وبيئية تستدعي اهتماما خاصا، من بينها وضعية الحيوانات المهملة في الشوارع.
وعاد هذا الملف الذي ظل لسنوات يثير مخاوف جمعيات الرفق بالحيوان إلى الواجهة بقوة، في ظل الحاجة إلى تقديم صورة حضارية تراعي قيم الرحمة وتحترم معايير السلامة داخل المدن.
وفي هذا السياق، دعت جمعية “ارحم للرفق بالحيوانات وحماية البيئة” إلى إطلاق حملة وطنية لإنقاذ الحيوانات المهملة التي يتم استعمالها لفترة محدودة عبر العربات المجرورة، خاصة الخيول والحمير، قبل أن يتم التخلي عنها في الشوارع بـ”طريقة غير إنسانية”.
وأوردت رئيسة الجمعية أن “ظاهرة تشريد الحيوانات العاملة وسوء معاملتها تتفاقم بقوة بالمغرب، حيث يتم التخلي عنها في ظروف مزرية بعد إجهادها وإنهاكها في العمل”.
وأضافت المتحدثة أن “هذه الظاهرة تشكل خطرا متزايدا على المارة والسائقين على الطريق، إذ تخرج هذه الحيوانات فجأة لتعترض مسار المركبات، وهي غالبا ما تكون مريضة أو منهكة ويتم التخلص منها في الشارع العام، الأمر الذي يمثل تجاوزا غير مقبول في مدننا المغربية”.
واعتبرت الفاعلة الجمعوية أن السبب الرئيسي وراء هذا التفاقم يعود إلى تقاعس عدد من رؤساء الجماعات المحلية في تنفيذ القوانين الخاصة بحماية الحيوانات وتنظيم استعمال العربات المجرورة، مؤكدة أنه “في عام 2025، وفي سياق استعداد المغرب لاستضافة فعاليات عالمية، بات من غير المقبول بتاتا استمرار وجود العربات المجرورة بالخيول في المجال الحضري، باستثناء المستعملة لأغراض سياحية”.
ومع تزايد الوعي بأهمية البيئة ورعاية الحيوانات، يصبح من الضروري تكاثف جهود السلطات والجمعيات والمواطنين للحد من ظاهرة إهمال الحيوانات، خاصة أن صورة المدن المغربية ومستقبل التنمية الحضرية يرتبطان بمدى قدرتها على ضمان معاملة كريمة لهذه الكائنات، في حين يبقى الأمل معلقا على أن تشكل المناسبات الرياضية الكبرى، مثل كأس أمم إفريقيا، فرصة لإحداث تغيير حقيقي يعكس قيم الرحمة والمسؤولية.


التعاليق (0)