تكابد نساء منطقة تالوين بإقليم تارودانت مشاقا كبيرة في سبيل الحفاظ على زراعة الزعفران الحر، هذا المنتوج الذي يعد رمزا تراثيا واقتصاديا للمنطقة.
وتتحمل هؤلاء النساء الجزء الأكبر من مراحل الإنتاج، بدءا من جني زهور الزعفران، مرورا بفصل الخيوط بدقة متناهية وصولا إلى التجفيف والتعبئة، في عمل يتطلب خبرة وصبرا طويلين.
ورغم هذه الجهود المضنية، بات “الذهب الأحمر” مهددا أكثر من أي وقت مضى بسبب أزمة المياه التي تضرب المنطقة، حيث تراجعت التساقطات المطرية بشكل حاد، ما أدى إلى استنزاف كبير للموارد المائية الجوفية التي تعتمد عليها حقول الزعفران.
ومن جهتهم، اشتكى عدد من الفلاحين الصغار من تقلص المساحات المزروعة وصعوبة توفير مياه السقي، وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض ملحوظ في الإنتاج.
ورغم هذه الظروف، استقرت أسعار الزعفران الحر في تالوين عند حدود 35 درهما للغرام الواحد، ورغم أن هذا السعر قد يبدو مشجعا على مستوى السوق، إلا أنه لا يعكس حجم التحديات التي يواجهها المنتجون، وكذا التكاليف التي يقومون بسدادها.
ومع ذلك، تسعى التعاونيات المحلية، التي تقود معظمها النساء، إلى الصمود عبر تطوير طرق التسويق وإشراك الزبناء في فهم قيمة المنتوج وظروف إنتاجه، إضافة إلى المشاركة في المعارض الوطنية والدولية للتعريف بجودة زعفران تالوين، الذي يعتبر من أرفع الأنواع على مستوى العالم بفضل خصائصه الفريدة ونسبة تركيزه العالية.


التعاليق (0)