منذ تأسيسها سنة 2018، استطاعت تعاونية عباقرة أن تضع بصمتها كأحد النماذج الرائدة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بإقليم طاطا. سبع سنوات من العمل المتواصل كانت كافية لتتحول الفكرة الصغيرة إلى دينامية إقليمية واسعة، هدفها الأساسي تمكين النساء والشباب، وتعزيز روح المبادرة، وبناء منظومة تعاون حقيقية تُحدث أثرا ملموسا في حياة الناس.
اليوم، وبعد مسار حافل بالعطاء، أصبحت عباقرة جزءا من منظومة تضم أزيد من 108 تعاونية، تشغل أكثر من 1000 متعاون ومتعاونة من مختلف جماعات الإقليم، كما تمكنت من مواكبة 25 مشروعا تعاونيا خرج إلى الوجود بفضل التأطير والتكوين والدعم المستمر.
ورغم التحديات التي رافقت هذه المسيرة، استطاعت التعاونية أن تشق طريقها بثبات، مستندة إلى شراكات قوية ودعم مؤسساتي، في مقدمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي وفرت منذ سنة 2018 تجهيزات مكتبية وحواسيب وكاميرات وسيارة لنقل المنتجات، إلى جانب المديرية الإقليمية للفلاحة التي احتضنت مقر التعاونية منذ سنة 2021 بفضاء عرض و بيع المنتجات المجالية، والجمعية الإقليمية للتنمية والمحافظة على التراث التي ساهمت في تجهيز فضاء لعرض المنتجات المجالية.
بفضل هذا الزخم، تمكنت تعاونية عباقرة من تعزيز حضورها الميداني والمساهمة في فتح أسواق جديدة أمام التعاونيات المحلية، ليصل رقم معاملات المشاريع المواكبة ما بين 2022 و2024 إلى أكثر من مليار و300 مليون سنتيم.
كما نجحت التعاونية في إيصال منتجات إقليم طاطا إلى كبريات المدن المغربية وعدد من الأسواق الدولية، مبرهنة أن المنتج المحلي قادر على المنافسة إذا توفرت له الجودة والتأطير المناسب.
وتؤكد التعاونية أن هدفها لم يكن يوما ماديا بحتا، بل هو ترك أثر إيجابي ومستدام في حياة أكبر عدد من الأفراد، من فم الواد الوكوم إلى سموكن تمنارت ، عبر بناء روح جماعية تجعل من التعاون والتضامن أساسا للتنمية المحلية.
اليوم، ومع تراكم التجارب وتوسع شبكة الشركاء، تتطلع تعاونية عباقرة إلى مرحلة جديدة من التطوير والابتكار، مستندة إلى قناعة راسخة بأن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ليس مجرد قطاع إنتاجي، بل هو رافعة إنسانية وتنموية تسهم في بناء مغرب الفرص والمواطنة الفاعلة.
تعاونية عباقرة.. قصة نجاح تجدد ملامح الاقتصاد الاجتماعي بإقليم طاطا
أكادير والجهات 
التعاليق (0)