بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية
مرة أخرى، يشهد المنتظم الدولي على ريادة المغرب في مقاربة قضايا الهجرة، وهذه المرة من زاوية مبتكرة تُجسد ذكاءً استراتيجياً وتفرداً في الرؤية: الرياضة كأداة للحكامة والإدماج الاجتماعي للمهاجرين.
ففي تصريح بارز من قلب نيويورك، يوم الجمعة 26 شتنبر 2025 وعلى هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أشاد وزير جمهورية السنغال للاندماج الإفريقي والشؤون الخارجية والسنغاليين بالخارج، السيد شيخ نيانغ، بالنهج المغربي، واصفًا إياه بـ”النموذجي”، ومؤكدًا أن المملكة المغربية، تفرض نفسها اليوم كمرجع يُحتذى به على الصعيد الدولي.
- مقاربة إنسانية شاملة برؤية ملكية سامية
إن ما عبّر عنه الوزير السنغالي ليس سوى اعتراف جديد من المجتمع الدولي بما رسّخه المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، من سياسة إنسانية شاملة تُوازن بين البُعد الأمني والمسؤولية التضامنية تجاه المهاجرين.
لقد جعل جلالة الملك من الكرامة الإنسانية ركيزة أساسية في تدبير قضايا الهجرة، مكرسًا رؤيةً تجعل من المهاجرين فاعلين في التنمية بدل اعتبارهم عبئًا.
وهكذا، لم تعد الرياضة بالنسبة للمملكة مجرد نشاط ترفيهي، بل تحولت، بفضل التوجيهات الملكية السامية، إلى رافعة للتماسك الاجتماعي، ومحاربة التمييز، وترسيخ قيم الاحترام والانتماء المشترك.
- حدث دولي يجسد ريادة مغربية
الحدث الرفيع المستوى، الذي نظمه المغرب يوم الجمعة بشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة تحت عنوان “الرياضة كأداة للإدماج الاجتماعي والحكامة في مجال الهجرة”، لم يكن مجرد تظاهرة ديبلوماسية، بل كان لحظة لتقاسم التجربة المغربية مع العالم، حيث تم تسليط الضوء على مشاريع ومبادرات ميدانية تجعل من الرياضة جسراً للتقارب بين الثقافات، ووسيلة لمحاربة الوصم والتمييز ضد المهاجرين.
وقد كان الحضور الدولي المكثف والإشادة الأممية الواسعة خير دليل على أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، يسير بثبات نحو ترسيخ نموذج جديد في إدارة قضايا الهجرة، نموذج يؤمن بأن الإدماج يبدأ من التمكين، وبأن الرياضة لغة عالمية قادرة على توحيد الشعوب، وتجاوز الانقسامات.
- إشادة دولية متواصلة
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُشيد فيها المجتمع الدولي بالريادة المغربية في قضايا الهجرة، فقد سبق أن تم اختيار جلالة الملك محمد السادس حفظه الله رائدًا للاتحاد الإفريقي في ملف الهجرة، وهو تكريم يُجسد اعترافًا دوليًا بمبادرات جلالته في هذا المجال، والتي تُزاوج بين الواقعية السياسية والبُعد الإنساني العميق.
وها هي اليوم، الرياضة تنضم إلى هذه المبادرات لتُعزز المسار المغربي الرائد، وتُترجم التوجيهات الملكية السامية التي ترى في الإنسان جوهر التنمية، مهما كان أصله أو موطنه.
- خلاصة: ريادة تتجدد بثبات
إن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، لا يكتفي بالاستجابة للتحديات الدولية، بل يبادر بابتكار حلول مستدامة وإنسانية، تجعل منه فاعلاً استراتيجياً في محيطه الإقليمي والدولي.
والمقاربة المغربية في ربط الرياضة بالهجرة ليست سوى وجه جديد لريادة مغربية تتجدد بثبات، وتُعبّر عن ملكية مواطِنة، متبصرة، وملتزمة برفعة الإنسان وكرامته.
التعاليق (0)