المغرب وحدة راسخة ….في مواجهة حملات التشويش

أخبار وطنية

احمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

لا تنفك بعض المنابر المأجورة، بين الفينة والأخرى، عن محاولة استهداف المملكة المغربية ومؤسساتها الوطنية عبر حملات إعلامية مدفوعة الأجر. حملات تسعى إلى التشويش على صورة بلد مستقر ومتماسك، اختار طريق التنمية والانفتاح، وراكم إنجازات واقعية على الأرض. غير أن هذه المحاولات، مهما تكررت، سرعان ما تتهاوى أمام صلابة المشروع الوطني المغربي الذي يستمد قوته من ثوابت جامعة وإجماع شعبي راسخ.

إن المتتبع لهذه الحملات يلاحظ أنها تتجدد كلما خطا المغرب خطوة نوعية في مساره التنموي أو الدبلوماسي. فنجاحات المملكة في بناء اقتصاد تنافسي، وتوسيع شبكة شراكاتها الدولية، وتكريس حضورها في القارة الإفريقية، جعلت منها فاعلاً إقليمياً صاعداً. وهذا ما يزعج خصوماً اعتادوا الاستثمار في التشويش وزرع الأوهام. لكن الحقيقة أن المغاربة لا يحتاجون إلى تطمينات خارجية ولا إلى شهادات دولية لتأكيد وحدتهم. إنهم يدركون جيداً أن ثروتهم الحقيقية تكمن في تلاحمهم خلف شعارهم الخالد: الله، الوطن، الملك.

ولعل أبرز الردود الملموسة على حملات التشويه هو حجم المشاريع التنموية التي أطلقتها المملكة في الأقاليم الجنوبية. فقد خصصت الدولة استثمارات ضخمة لتحويل هذه الأقاليم إلى قطب اقتصادي متكامل، يعزز الاندماج الوطني ويفتح بوابة المغرب على عمقه الإفريقي. ويُعد ميناء الداخلة الأطلسي مشروعاً استراتيجياً بامتياز، إذ سيجعل من الداخلة منصة بحرية وتجارية تربط بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. هذا الميناء، إلى جانب المنطقة الصناعية والاقتصادية التي ستنشأ حوله، سيمنح دفعة قوية للصادرات المغربية وللاستثمار في مجالات الصيد البحري والطاقات المتجددة واللوجستيك.

كما أن الطريق الإفريقي العملاق تزنيت–الداخلة لم يعد مجرد مشروع على الورق، بل أصبح واقعاً ملموساً بعد إنجازه، حيث يربط اليوم شمال المغرب بعمقه الإفريقي، فاتحاً آفاقاً جديدة للتبادل التجاري والحركة الاقتصادية عبر القارة. وبهذا، لم يعد المغرب مجرد بلد عبور نحو إفريقيا، بل جسراً حقيقياً للتواصل والتكامل القاري.

ولم يقتصر الحضور المغربي على الداخل فحسب، بل امتد إلى محيطه الإفريقي، حيث اختارت المملكة نهج التعاون والشراكة الاقتصادية. فقد أصبحت الاستثمارات المغربية في القارة تشمل قطاعات حيوية مثل الأبناك والاتصالات والفلاحة والبنيات التحتية. وإلى جانب ذلك، تلعب المملكة دوراً محورياً في تعزيز الأمن الغذائي والطاقي في إفريقيا، من خلال مشاريع استراتيجية في مجال الأسمدة والطاقات المتجددة. هذه المبادرات جعلت من المغرب شريكاً موثوقاً في القارة، وفاعلاً يسهم بواقعية في دفع عجلة التنمية، بعيداً عن الخطابات الشعبوية والشعارات الجوفاء.

ولا شك أن ما حققه المغرب من إنجازات كبرى، مقروناً بدبلوماسيته الناجحة، جعله محطّ تقدير واسع، لكنه في الوقت ذاته جعله عرضة للحسد والضغينة، لا من الخصوم فحسب، بل حتى من بعض “الأصدقاء” الذين لم يتقبلوا أن المغرب يفرض نفسه كقوة إقليمية صاعدة. والحقيقة أن بعض الدول العظمى التي اعتادت استغلال القارة الإفريقية لا يروقها أن ترى المغرب يتقدم بفضل اختياراته المستقلة وشراكاته المتوازنة مع إفريقيا.

إن المغرب يرد على الحملات المأجورة بالعمل الجاد والإنجاز الملموس. فبينما تنشغل بعض الأبواق في تضخيم الإشاعات وصناعة الوهم، يواصل المغرب بناء مشاريع كبرى وتوسيع نفوذه الإقليمي والدولي. وهذا ما يجعل كل دعاية مغرضة تتلاشى أمام حقيقة أن المغرب اختار مسار الإصلاح والتنمية والاستقرار. لقد أثبتت التجارب أن المغاربة، حين يلتفون حول وطنهم وملكهم، يشكلون جبهة منيعة ضد أي محاولات للتشويش أو التشويه. وهكذا، يظل المغرب صرحاً شامخاً، عصياً على الحملات المأجورة، ماضياً في طريقه نحو المستقبل بثقة راسخة وإرادة جماعية، مستنداً إلى شعاره الخالد: الله، الوطن، الملك.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً