ما بين الصورة والرسائل الخفية… قراءة سياسية في مشهد عابر لسياسيين باشتوكة أيت باها

أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

مصطفى رضى

أثارت صورة تم تداولها على نطاق واسع، وجرى التقاطها داخل منزل الوزير عبد الصمد قيوح، خلال مناسبة اجتماعية تتعلق بذكرى وفاة والده، جدلاً واسعاً وسط متتبعي الشأن السياسي بإقليم اشتوكة آيت باها.

الصورة جمعت بين أسماء وازنة في المشهد المحلي، أبرزها المستشار البرلماني الحسين مخلص عن حزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد بوخالي رئيس جماعة الصفاء، والقيادي الاستقلالي عبد الرحمان خيار، إلى جانب علي البرهيشي، ووجه بارز آخر هو لحسن أقديم، الملقب بـ”لوفيس”، الذي يعيش توتراً سياسياً مع حزب التجمع الوطني للأحرار. كما حضر اللقاء صلاح لطيف، عضو الغرفة التجارية عن دائرة شتوكة آيت باها، والقيادي في حزب الجرار.

ورغم أن المناسبة اجتماعية بحتة، إلا أن اجتماع هذه الأسماء في مكان واحد، وفي هذا التوقيت بالذات، فتح الباب أمام تأويلات سياسية كثيرة، خصوصاً في ظل التقاطب الذي يعرفه الإقليم قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

عودة محمد بوخالي للظهور إلى جانب رموز من حزب الأصالة والمعاصرة أعادت إلى الأذهان مسألة القطيعة السابقة بين الطرفين، وفتحت المجال للتكهن بوجود محاولات لإعادة ترتيب العلاقة أو على الأقل تجاوز الخلافات الماضية.

كما أن حضور عبد الرحمان خيار عن حزب الاستقلال يُفهم على أنه مؤشر على اتساع دائرة التواصل بين “الميزان” وفاعلين سياسيين محليين من خارج الحزب، ما يطرح تساؤلات حول إمكانيات التنسيق أو حتى استقطاب وجوه جديدة إلى صفوفه.

أما ظهور لحسن أقديم، الذي راكم خلافات حادة مع الأحرار في الفترة الأخيرة، وسط هذا المزيج السياسي، فقد فُسر على أنه تمهيد لخروجه الرسمي من عباءة “الحمامة”، وربما بداية لمسار سياسي جديد قد يربطه بـ”الجرار” أو بـ”الميزان”، في ظل غياب مؤشرات واضحة حول وجهته القادمة.

الصورة، وإن كانت لحظة عابرة في سياق اجتماعي، حملت دلالات رمزية أقوى من مضمونها الظاهري، خصوصاً أن الأسماء المجتمعة في الصورة تُعد من الوجوه البارزة في التسيير المحلي والتمثيلية البرلمانية.

لكن، ومع كل هذه التأويلات، وجب التوضيح أن اللقاء تم في إطار اجتماعي صرف، ولا يؤشر رسمياً على أي تحالف سياسي أو تنسيق انتخابي مرتقب. وبالتالي، فإن ما تم تداوله يبقى مجرد قراءة تحليلية للمشهد، قائمة على الربط بين المعطيات الظاهرة وسياقاتها العامة، دون أن تكون دليلاً على نوايا سياسية حقيقية أو ترتيبات قائمة.
وفي تصريح متطابق لعدد من المتابعين للشأن المحلي بإقليم اشتوكة آيت باها، أكدوا لـ أكادير 24 أن “الصورة لا يمكن فصلها عن سياق التحركات الصامتة الجارية على مستوى عدد من الجماعات استعداداً للاستحقاقات المقبلة”، معتبرين أن “الرسائل السياسية باتت تُمرر أحياناً من خلال لحظات عادية أو مناسبات اجتماعية، لكن خلفها حسابات دقيقة مرتبطة بإعادة توزيع الأدوار والتحالفات”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً