agadir24 – أكادير24/ وحدة التقارير الخاصة
كشفت تقارير استخباراتية أمريكية وغربية أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية لم تؤدِّ إلى تدمير كامل لقدرات طهران النووية، وذلك رغم التصريحات المتفائلة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وأكد ترامب في مؤتمر صحافي أن “الضربات الجوية الأمريكية أزالت التهديد النووي الإيراني”، معتبرًا أن العملية العسكرية شكلت رسالة واضحة لكل من يحاول زعزعة أمن المنطقة. غير أن معلومات حصلت عليها وكالات دولية كـ”رويترز” و”نيويورك بوست” و”ديفينس نيوز” أظهرت صورة مغايرة لما روّج رسميًا.
عملية “Midnight Strike”: قوة نيران دون حسم استراتيجي
نفذت القوات الجوية الأمريكية، يوم 22 يونيو 2025، عملية عسكرية نوعية استهدفت مواقع نووية إيرانية في كل من ناتنز وفوردو وأصفهان، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات (MOP) وطائرات شبح من نوع B-2، وذلك ضمن ما عرف باسم عملية “الضربة عند منتصف الليل”.
غير أن مسؤولين أمريكيين تحدثوا لصحيفة “نيويورك بوست” أشاروا إلى أن الضربات، رغم قوتها، لم تُدمّر البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، موضحين أن “الضرر كان ملحوظًا في بعض المواقع، لكنه لم يخرج البرنامج عن الخدمة بشكل دائم”.
DIA: البرنامج النووي قادر على التعافي خلال شهرين
بحسب تقرير سري لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA)، فإن إيران تمتلك القدرة على استئناف عمليات التخصيب خلال شهرين فقط، وهو ما يعني أن الهجوم الأمريكي لم يحقق الهدف الاستراتيجي بإيقاف المشروع النووي الإيراني.
وأضاف التقرير أن العديد من أجهزة الطرد المركزي الحديثة لم تُصب بأضرار مباشرة، وأن المواد النووية الأساسية نُقلت مسبقًا من المواقع المستهدفة إلى مواقع سرّية غير معلنة. كما أشار إلى أن موقع فوردو المحصن تحت الأرض لم يتأثر كثيرًا بالقصف، لأن الطبقات الخرسانية العميقة حدّت من فعالية القنابل الثقيلة.
طهران: البرنامج مستمر والتخصيب لم يتوقف
من جانبها، نفت السلطات الإيرانية أن تكون الضربات قد عطّلت برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في تصريح لوكالة “تسنيم”، إن “برنامج التخصيب مستمر، وبعض المنشآت استأنفت العمل بعد ساعات فقط من الهجوم”.
وأكّد مسؤول إيراني رفيع لـ”رويترز” أن بلاده نقلت المواد النووية إلى أماكن آمنة قبل الضربات، مما يجعل العملية العسكرية “ذات تأثير إعلامي أكثر من كونها ضربة استراتيجية فعالة”، على حد تعبيره.
الوكالة الذرية تطالب بالتفتيش.. وإيران تماطل
دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) إلى إجراء تفتيش عاجل للمواقع المستهدفة لتقييم الأضرار الحقيقية، محذّرة من احتمال وجود تسرّب إشعاعي في منشأة ناتنز، بحسب ما نقلته صحيفة “هافينغتون بوست” الإسبانية.
غير أن إيران لم تسمح حتى الآن بزيارة المفتشين الدوليين، وهو ما أثار شكوكًا إضافية في الأوساط الغربية، التي بدأت تتحدث عن إعادة تموضع فني وليس دمارًا فعليًا.
تقييم شامل لنتائج الضربة الأمريكية
المحور | النتيجة المؤكدة |
---|---|
تدمير شامل للمنشآت النووية | ❌ لم يتحقق |
تعطيل مؤقت للتخصيب | ✅ دام لأيام أو أسابيع |
فقدان مواد نووية | ❌ المواد نُقلت مسبقًا |
توقف كامل للبرنامج النووي | ❌ قابل للاستئناف السريع |
تحقق هدف الردع العسكري | ✅ جزئيًا، على المستوى السياسي |
تحليل: حرب إعلامية أكثر منها مواجهة نووية
يرى خبراء ومحللون أن العملية الأمريكية كانت أقرب إلى رسالة سياسية موجهة إلى طهران، لإثبات جاهزية واشنطن لاستخدام القوة، أكثر من كونها حملة عسكرية تهدف إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني.
ونقل موقع “Defense News” عن مسؤولين في البنتاغون أن الضربة “اختيرت بعناية لتجنب الانزلاق نحو حرب شاملة، وفي الوقت نفسه توجيه رسالة واضحة لإيران وإسرائيل معًا”.
تهدئة هشة ومستقبل غامض
وبينما تسود تهدئة نسبية في المنطقة بعد 12 يومًا من التصعيد بين إيران وإسرائيل، يتضح أن الملف النووي الإيراني لم يُغلق، وأن الخطر لا يزال قائمًا. ومع غياب الثقة بين الأطراف، واحتمال فشل المسار الدبلوماسي مجددًا، يبقى الخيار العسكري حاضرًا في خلفية المشهد، مع كل ما يحمله من مخاطر وتبعات.
التعاليق (0)