تصعيد خطير بين الهند وباكستان.. هجوم صاروخي يستهدف مواقع مدنية وتوتر يهدد المنطقة

IMG9908 خارج الحدود

في تصعيد عسكري خطير وغير مسبوق، شنت القوات الهندية هجومًا صاروخيًا استهدف مواقع متعددة داخل الأراضي الباكستانية مساء الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة اثني عشر آخرين بحسب ما أفاد المتحدث باسم الجيش الباكستاني.

الهجوم الذي طال مواقع مدنية، بما فيها مساجد ومطار قديم في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير، أثار غضب الحكومة في إسلام آباد التي توعدت برد “شامل وحازم”. وأكد المتحدث باسم الجيش أن مسجدَين على الأقل كانا ضمن المواقع المستهدفة، وهو ما يُظهر – حسب قوله – نية التصعيد المباشر ضد المدنيين.

كما ذكرت مصادر رسمية أن الصواريخ الثلاثة أطلقت من الجانب الهندي واستهدفت مواقع في إقليمَي البنجاب وكشمير الخاضع لسيطرة باكستان. أحد الصواريخ استهدف المطار القديم بمدينة مظفر آباد، عاصمة الجزء الباكستاني من كشمير، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة وأدى إلى حالة من الاستنفار الأمني في المنطقة.

من جانبه، نفى وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف الرواية الهندية التي تتحدث عن استهداف معسكرات إرهابية داخل باكستان، واصفًا هذه الادعاءات بأنها “كاذبة تمامًا”. وشدد على أن جميع الأهداف كانت مدنية، وأن إطلاق الصواريخ تم من المجال الجوي الهندي في انتهاك واضح للسيادة الوطنية.

على الجانب الآخر، لم تصدر حتى اللحظة تعليقات رسمية من الجانب الهندي حول الحادث، لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن نيودلهي تعتبر العمليات العسكرية ضمن إطار “الدفاع عن النفس” ضد تنظيمات تنشط في المناطق الحدودية.

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة “رويترز” نقلاً عن الشرطة المحلية أن قصفًا متبادلًا وقع في ثلاث نقاط حدودية بإقليم كشمير المتنازع عليه بين القوات الهندية والباكستانية. كما أعلن التلفزيون الرسمي الباكستاني أن مقاتلتين هنديتين أسقطتهما القوات الجوية الباكستانية بعد اختراقهما المجال الجوي، وهو أمر لم يتم تأكيد رسمي منه الجانب الهندي بعد.

يعيش إقليم كشمير منذ عقود في ظل نزاع إقليمي معقد بين الهند وباكستان، حيث يطالب كل طرف بالسيادة الكاملة على الإقليم. ويُقسم الإقليم اليوم بين السيطرة الهندية والباكستانية، مع وجود منطقة ثالثة تحت إدارة الصين. وتظل كشمير واحدة من أكثر المناطق احتقانًا في العالم، وتشهد بشكل متكرر اشتباكات حدودية تتطور أحيانًا إلى عمليات عسكرية واسعة.

لم تصدر حتى الآن بيانات رسمية من الأمم المتحدة أو الدول الكبرى بشأن التصعيد الأخير، لكن هناك دعوات متزايدة من المجتمع الدولي للعودة إلى الحوار وتجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التحكم فيها، خاصة أن البلدين يمتلكان أسلحة نووية.

الهجوم الصاروخي، إن ثبتت نيته العدوانية، يُعد من أخطر التصعيدات التي تشهدها العلاقات بين الهند وباكستان خلال السنوات الأخيرة. فاستهداف المواقع المدنية، خاصة أماكن العبادة، يحمل رسائل سياسية وعسكرية قوية، ويفتح الباب أمام توترات أكبر في المنطقة.

إذا مضى الطرفان في هذا الطريق دون تدخل دبلوماسي فاعل، فقد يتحول النزاع إلى مواجهة أوسع تشمل ليس فقط الحدود الكشميرية، بل أيضًا الدعم اللوجستي والمالي للمجموعات المحلية، واستخدام الوكلاء الإقليميين في لعبة جيوسياسية خطرة.

في ظل تصاعد التوترات، يبقى الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتفادي كارثة إقليمية أوسع. يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والصين، التحرك بشكل عاجل لإعادة فتح قنوات الاتصال بين نيودلهي وإسلام آباد، قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً