اهتزت واحة تغجيجت الهادئة يوم الأحد 27 أبريل 2025 بواقعة مؤلمة، حيث اندلع حريق مهول أتى على مساحات واسعة من خضرتها وثرائها الطبيعي. ففي مشهد مؤلم، تحولت أشجار النخيل الباسقة، التي تشتهر بها المنطقة وتعد رمزًا لعطائها، إلى رماد بعد أن طالتها ألسنة اللهب الغادرة.
و لم يقتصر الأمر على الخسائر النباتية، بل امتد ليشمل عالم الحيوان، حيث فقدت الواحة ما يقارب 30 رأسًا من الماشية التي كانت ترعى في أحضانها.
هذا، و ساهمت قوة الرياح في انتشار الحريق بسرعة كبيرة، مما جعل مهمة السيطرة عليه في اللحظات الأولى أمرًا صعبًا. لكن سرعان ما تحركت عناصر الوقاية المدنية ببسالة ومهنية عالية، وتمكنت بفضل جهودها المضنية من محاصرة النيران وإخمادها قبل أن تمتد إلى المناطق المجاورة، وتحول الكارثة إلى ما هو أسوأ.
و يطرح هذا الحادث الأليم تساؤلات حول أسبابه وملابساته، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.
و تعتبر واحة تغجيجت جزءً أصيلًا من التراث الطبيعي للمنطقة، ومصدر رزق للعديد من السكان المحليين. والخسائر التي لحقت بها ليست مجرد أرقام، بل هي ضربة موجعة للبيئة والاقتصاد المحلي. إن تضافر جهود الجميع، من سلطات محلية ومجتمع مدني وسكان، ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى لإعادة تأهيل الواحة وتعويض المتضررين، واستخلاص الدروس والعبر لضمان حماية هذا الكنز الطبيعي للأجيال القادمة.
إن صورة النخيل المحترق والماشية النافقة ستبقى شاهدة على فاجعة حلت بواحة تغجيجت، لكنها في الوقت نفسه يجب أن تكون حافزًا للعمل بجد وإخلاص للحفاظ على ما تبقى من جمالها واستعادة رونقها المفقود.
التعاليق (0)