وصفة برادة لوقف نزيف الهدر المدرسي: هل هي الحل؟

أخبار وطنية

في خطوة جديدة لمعالجة أزمة الهدر المدرسي التي تضرب عمق التعليم العمومي بالمغرب، قدم محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وصفته لتوقيف نزيف الانقطاع عن الدراسة. وأوضح الوزير، خلال تقديم الميزانية الفرعية للوزارة أمام لجنة التعليم والشؤون الاجتماعية والثقافية بمجلس المستشارين، أن خطته تعتمد بشكل أساسي على محاربة الملل داخل المدارس العمومية، باعتباره أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع التلاميذ إلى ترك الدراسة.

الأنشطة المدرسية: المفتاح لتحفيز التلاميذ؟

أعلن برادة أن خطته تتضمن إدخال أنشطة متنوعة إلى الحياة المدرسية، مثل المسرح والسينما والرياضة. ويرى الوزير أن هذه الأنشطة يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في جذب التلاميذ إلى الفصول الدراسية، وتحفيزهم على الانخراط في بيئة تعليمية إيجابية ومفعمة بالحياة.

وأضاف أن إدماج هذه الأنشطة يهدف إلى جعل المدرسة مكانًا ممتعًا ومثيرًا للاهتمام، بدلاً من أن تكون مصدرًا للضجر والروتين الذي يدفع التلاميذ إلى الانقطاع عن الدراسة.

تحديات أمام التنفيذ

ورغم أهمية الفكرة، إلا أن التنفيذ يطرح العديد من التساؤلات. هل تتوفر البنية التحتية اللازمة لتنفيذ هذه الأنشطة في جميع المدارس العمومية، بما في ذلك القرى والمناطق النائية؟ وكيف ستتمكن الوزارة من توفير الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية لتفعيل هذه الأنشطة بشكل مستدام؟

كما يظل التساؤل قائمًا حول مدى قدرة هذه الأنشطة على معالجة مشكلات أكثر عمقًا في المنظومة التعليمية، مثل ضعف الجودة التعليمية، واكتظاظ الفصول، وغياب الدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ.

نحو رؤية شاملة

إذا كانت خطة برادة خطوة في الاتجاه الصحيح، فإنها بحاجة إلى رؤية أوسع تشمل إصلاحات هيكلية أعمق. الهدر المدرسي ليس مجرد نتيجة للملل، بل هو نتاج تداخل معقد لعوامل اقتصادية واجتماعية وبيداغوجية. لذا، فإن أي حل مستدام يجب أن يكون شاملاً، يعالج الجذور الحقيقية للمشكلة، ويضع التلميذ في قلب العملية التعليمية.

يبقى السؤال: هل ستنجح وصفة الوزير في كسر الحلقة المفرغة للهدر المدرسي؟ أم أن الأزمة ستستمر لتتطلب حلولًا أكثر جذرية؟

التعاليق (0)

اترك تعليقاً