تحل اليوم الذكرى الخامسة والثلاثون لرحيل واحد من أهم رجال ترويسا وواحد ممن سخروا حياتهم من أجل الوضع الاعتباري للسان الامازيغي ، إنه الفنان الحاج محمد اجحود والمشهور فنيا باسم محمد البنسير الذي غنى باسم المهمشين وفقراء الوطن في البوادي والحواضر وغنى عن معاناة المهاجرين المغتربين في بلاد المهجر.
كان صوتا قويا للاحتجاج ضد الاوضاع فتعرض لمضايقات جراء مواقفه المنحازة للطبقات الشعبية المسحوقة ..
عاش البنسير حياة فنية باذخة فكان فنان ايمازيغن الاول لسنوات ولسان حالهم في وقت كان التعبير عن هموم الهوية امرا عسيرا في ظل اجهزة تترصد كل من سولت له نفسه ان يغرد خارج السرب ، وكلفه ذلك الكثير لكنه يخرج دائما صلبا قويا .. المرحوم البنسير كان فنانا كريما سخيا مع كل من اشتغل معه ومع اهل قريته بشهادات من عاشروه .
البنسير سيظل علامة فارقة في تاريخ فن الروايس ، وعلما بارزا في تاريخ الادب الامازيغي . الا ان الجحود سيظل السمة البارزة التي ووجهت به امثاله ،لذلك لن نجد مؤسسات او شوارع تخلد لاسمائهم ولكن سيبقى حاضرا رغم الغياب تتناقل الاجيال اسمه كلما ذكرت ترويسا ..
في حياته الفنية التي امتدت لثلاثة عقود من الزمن خلف فيها ارثا غنائيا نوعيا لايزال يروج كثيرا بين عشاق الكلمة الاصيلة والالحان الشجية . لقد كانت قصائده التي تغنت بالجمال الانساني والسلم والسلام والمحبة ونبذ الظلم والدعوة الى التشبت بالقيم الدينية امثلة معبرة عن سمو شخصيته المتميزة في حقل ترويسا .
لقد كان شاعرا وملحنا وعازفا بل مدرسة تخرج منها العديد من الفنانين ذكورا واناثا يشهدون جميعا بصعوبة ان يجود الزمن بمثله في المعاملة والمهنية .
بقلم :الاستاذ محمد ايت بن علي