في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط الإعلامية والسياسية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن عدم تعيين نيكي هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، ومايك بومبيو، وزير الخارجية الأسبق، في إدارته المقبلة، رغم التوقعات التي كانت تشير إلى احتمالية عودتهما إلى مناصب عليا.
ووصفت صحيفة “معاريف” العبرية هذا القرار بأنه “قطع لفروع مهمة من مؤيدي إسرائيل”، مشيرة إلى أن الشخصيتين المذكورتين تُعدان من أبرز الداعمين لإسرائيل داخل الساحة السياسية الأمريكية. وأوضحت الصحيفة أن بومبيو وهيلي برزا مؤخرًا كأسماء محتملة لشغل مناصب رفيعة في إدارة ترامب، وأن قراره بعدم الاستعانة بهما أثار دهشة المتابعين.
وأضافت “معاريف” أن بومبيو لعب دورًا محوريًا في تشكيل سياسة إدارة ترامب الخارجية السابقة، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. وخلال فترة توليه منصب وزير الخارجية، عُرف بومبيو بدعمه القوي لإسرائيل، حيث ساهم بشكل فعال في تعزيز اتفاقيات أبراهام التي طورت علاقات إسرائيل مع عدد من الدول العربية، وأيد بقوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسيادتها على هضبة الجولان السوري.
كما سلطت الصحيفة الضوء على دور بومبيو في اتخاذ موقف صارم تجاه إيران، إضافة إلى تعزيز علاقات الإدارة مع الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، وهو ما جعله يُعتبر من الأصدقاء الحقيقيين لإسرائيل في واشنطن.
من جانبها، تمتعت نيكي هيلي، التي كانت تشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بسمعة مميزة في دعمها العلني لإسرائيل، وقد أكدت في تصريحات سابقة على التزامها بالدفاع عن مصالح إسرائيل في المنظمات الدولية.
وفي إعلانه على منصة “Truth Social”، قال ترامب: “لقد استمتعت كثيرًا بالعمل مع بومبيو وهيلي وأقدرهما على خدمتهما لبلدنا. شكراً لهما على تفانيهما. اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى!”.
هذا القرار المفاجئ يثير تساؤلات حول الاتجاه الذي ستسلكه إدارة ترامب المقبلة، خاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والعلاقة مع إسرائيل. فهل سيعتمد ترامب على وجوه جديدة لقيادة المرحلة المقبلة أم سيعيد رسم سياسته بشكل مغاير؟ تبقى الإجابة رهينة المستقبل وما ستكشفه الأيام القادمة من تطورات.
المصدر : إر تي بتصرف