تعزز المشهد الثقافي والفني الامازيغي في بداية سبعينيات القرن الماضي بظهور نمط جديد (مجموعات غنائية ) كطفرة نوعية في مسار الاغنية الامازيغية.
هذه الظاهرة الفنية لم تنشأ بمعزل عن المحيط الكوني والسياق المحلي وانما جاءت نتيجة الحراك الفني الذي بدأ يتجدد منذ بدايات الستينيات وتحديدا في الغرب ، إذ بزغت أنماط غنائية جديدة . واعتقد أن تمة عوامل منتظمة ومتداخلة داخلية وخارجية وراء إفراز الظاهرة الجديدة.
السياق الكوني :
*الانفتاح على العالم من خلال بوابة السينيما والتلفزة وما صاحب ذلك من تأثير بما يجري هنالك في الغرب .
*تعززت الموسيقى العالمية بميلاد أنماط موسيقية شبابية بتوظيف الآلة الجديدة
السياق المحلي :
*الرتابة الموسيقية والاجترار في فن الروايس الامر الذي يتطلب تجديدا يتماشى مع روح الشباب بأليات وافكار جديدة اكثر انفتاحا على العصر؛
*انخراط ثلة من شباب متعلم واع برسالة الفن ودوره في التوعية المجتمعية ،وبعبارة ادق توظيف الاغنية للاحتجاج والتعبير عن آمال وآلام المقهورين ؛
*عقد السبعينيات كان منعطفا في تاريخ المغرب في كل المجالات حيث شهد اهتزازات سياسية وما رافق ذلك من مستجدات تهم الوحدة الترابية فكان لابد ان يتاثر الحقل الفني والثقافي بما حوله لينخرط في المواكبة والنقد ولعل المضمون الفني مؤشرات دالة على ذلك .
هذه العوامل وغيرها تضافرت مجتمعة لتسجيل قفزة نوعية في الميدان الفني وتحديدا في الحواضر ،اذ الشرارة الاولى لتأسيس المجموعات الغناىية الامازيغية ارتبط ببعض المدن اكادير الدار البيضاء مراكش وتزنيت.
ولست هنا بصدد تحديد اول مجموعة فنية رأت النور ،سيأتي الحديث عن ذلك لاحق، ولاباس ان أذكر ان شبه اجماع يؤرخ لمجموعة ل(قدام )بحي انزكان وبعدها تناسل الظهور هنا وهناك الى ان عمت الظاهرة الحضر والبادية .
——بقلم: ذ محمد ايت بن علي—-
التعاليق (0)