ما هي أكثر الدول المهددة بالجوع في العالم العربي بسبب كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ؟

العالم العربي خارج الحدود

أكادير24 | Agadir24

ألقت جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا بظلالها على الوضع الغذائي العالمي، وإن كانت الدول العربية قد تأثرت بشكل مباشر وسريع، نظرا لاعتماد العديد منها في تدبير الحبوب والزيوت على روسيا وأوكرانيا.

وحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، فإن فاتورة الواردات الغذائية على مستوى العالم ستصل إلى 1.8 تريليون دولار، بزيادة قدرها 51 مليار دولار عما كان عليه الوضع عام 2021.

وتتوقع المنظمة أن الدول المستوردة للمنتجات القادمة من روسيا وأوكرانيا ستجد صعوبة في التمويل، وذلك نتيجة لارتفاع التكاليف الخاصة بالغذاء، مما قد يؤثر على قدرتها في الصمود أمام ارتفاع الأسعار.

وأضافت الفاو أن الأضرار الكبرى ستقع على الدول شديدة الفقر، التي تعاني من نقص في الغذاء، مشددة على أن عدد من يعانون من الجوع يزداد يومًا بعد يوم في ظل هذه الأزمة.

وإلى جانب ذلك، أبدت المنظمة خوفها من أن يستخدم الغذاء سلاحا في الحرب المذكورة، خاصة في ظل الصراع بين روسيا من جهة، وكل من أوروبا وأميركا من جهة أخرى.

البلدان المهددة بالجوع..

في أحدث تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة عن البلدان الأشد تضررا من أزمة الغذاء، تم رصد 6 دول هي : إثيوبيا، ونيجيريا، وجنوب السودان، واليمن، وأفغانستان، والصومال، وهي القائمة التي تضم دولتين عربيتين (اليمن، والصومال).

وأشارت ذات المنظمة إلى أن لأزمة الغذاء تداعياتها الأخرى على الدول التي تصنف على أنها متوسطة الدخل مثل مصر، والتي صرّح وزير ماليتها محمد معيط مؤخرا بأن ارتفاع أسعار القمح واستمرار الضغط على العملة المحلية سيكبدان الموازنة أعباء بنحو 3 مليارات دولار.

توفر الغذاء في الدول العربية

يعد توفر الغذاء من المؤشرات المهمة في ظل الأزمة التي يمر بها العالم منذ جائحة كورونا، ومع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ يعتمد هذا المؤشر على مجموعة من القياسات الفرعية المهمة، مثل كفاية الإمدادات الغذائية وخطر انقطاع الإمدادات، وكذلك القدرة الوطنية على توزيع الأغذية، وأيضًا جهود البحث العلمي لتوسيع الإنتاج الزراعي والغذائي.

ووفق نتائج هذا المؤشر عام 2020، فإن هناك 5 دول هي الأقل أداء في توفر الغذاء على الصعيد العربي، وهي :

اليمن 27.5%
السودان 30.8%
سوريا 41.3%
الأردن 48.2%
المغرب 51.4%

وحسب ما هو ملاحظ، فإن الدول الثلاث الأقل على أداء المؤشر هي دول تعاني من نزاعات مسلحة وعدم استقرار سياسي (اليمن، والسودان، وسوريا).

وفي مقابل ذلك، فإن الدول الـ5 الأفضل في الأداء لهذا المؤشر هي :

مصر 75.2%
السعودية 73%
قطر 70.7%
الكويت 68.3%
الإمارات 66.5%

مؤشر الجوع

أشار تقرير أوضاع الأمن الغذائي العربي لعام 2020 الصادر عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية، إلى أن ظاهرة الجوع ونقص التغذية تزايدت في العديد من الدول العربية، التي شهدت حالات من عدم الاستقرار والظروف الطبيعية غير الملائمة وانتشار الجفاف وزيادة التصحر.

ومن حيث مؤشر الجوع، فإن الأرقام تبين أن أكثر الدول العربية تأثرا وفق هذا المؤشر هي :

الصومال بنسبة 50.8%
سوريا وجزر القمر بنسبة 42.3%
اليمن بنسبة 38.4%
جيبوتي 27.4%
السودان 25.1%

وفي المقابل، شملت الدول الأفضل أداء على هذا المؤشر كلا من الإمارات والبحرين والكويت بنسبة بلغت أقل من 5%.

نقص التغذية

أما في ما يتعلق بنقص التغذية في الدول العربية، فكانت النسبة الأعلى في البلدان التالية :

الصومال 59.5%
اليمن 45.4%
العراق 37.5%
جيبوتي 16.2%
السودان 12.3%

وكانت الدول الأفضل أداء على هذا المؤشر هي :

الجزائر بنسبة أقل من 2.5%
الكويت 2.5%
تونس 3%
السعودية 3.9%
المغرب 4.2%
مصر 5.4%

وعموما، ترى منظمة الفاو أن حقيقة تداعيات أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية بالنسبة لدول العالم ستظل غير مكتملة حتى تظهر بيانات 2022، لكي تقف على طبيعة الأداء وكذلك تقييم الجهود المبذولة لمواجهة الأزمة، سواء على الصعيد العالمي أو العربي.

لكن في المقابل، خلصت منظمة الفاو إلى أن الدول العربية تحديدا ستكون أشد تأثرا بأزمة الغذاء، نظرا لافتقاد بعضها للمال للحصول على احتياجاتها المعتادة من الغذاء بسبب ارتفاع أسعاره، في حين أن الدول التي تتوفر على المال تعاني من مشكلات التوريد وسلاسل الإمداد، وكذلك تأخر الجهود المبذولة للاستفادة من التراكم العلمي بالدول العربية للنهوض بالقطاعين الزراعي والغذائي.

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.