يستمر فيروس كورونا في اختراق أجساد الأشخاص عبر العالم، حتى المطعمين منهم ضد الفيروس، خاصة كبار السن وذوو الأمراض المزمنة وغيرهم من الفئات الهشة.
ولطالما شكل هذا الموضوع نقطة استفهام لدى الباحثين والخبراء، ممن حاولوا استجلاء الأسباب الكامنة وراء إصابة كبار السن على وجه التحديد بالفيروس، رغم تطعيمهم بجرعات اللقاحات المضادة لكورونا.
في هذا الصدد، وجد باحثون ألمان في مستشفى “شاريتيه” ببرلين أن سبب هذه الظاهرة يكمن في ضعف تفاعل الجهاز المناعي لكبار السن مع التطعيم، مقارنة بالشباب.
وأكد الباحثون في دراستين نُشرتا في دورية “الأمراض المعدية الناشئة”، على أهمية الاستمرار في تطبيق تدابير النظافة واختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا لدى المسنين المطعمين ضد كورونا، مع إعطائهم جرعة إضافية على المدى المتوسط لتعزيز الحماية ضد الفيروس التاجي.
ووفقا لما ورد في إحدى الدراستين، فإن الأشخاص المسنين ممن تم تطعيمهم مسبقا بأحد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، عانوا من أعراض خفيفة عندما تم تشخيص إصابتهم بكوفيد-19 للمرة الثانية، مثل السعال أو ضيق التنفس، في حين عانى الأشخاص المسنون غير المطعمين من أعراض خطيرة استدعت علاجهم في المستشفى.
وفي سياق متصل، لفتت الدراسة الثانية إلى أن نسبة الاستجابة المناعية للقاح بيونتيك ـ فايزر، الذي لقح به أغلب المسنين الذين شملتهم الدراسة، بلغت لدى كبار السن حوالي 31% فقط، فيما طور الأشخاص الأصغر سنا 87% من الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا، بعد ثلاثة أسابيع فقط من تلقيهم الجرعة الأولى من اللقاح.
وبناء عليه، خلصت الدراسة إلى أن ” الاستجابة المناعية لدى كبار السن تتأخر بشكل كبير بعد التطعيم ولا تصل إلى مستوى الملقحين من الشباب”.
يذكر أن فيروس كورونا أودى بحياة حوالي 4.43 مليون شخص عبر العالم منذ ظهوره أواخر عام 2019، ولا يزال مستمرا في حصد أرواح الكثيرين رغم عمليات التطعيم الواسعة التي تشهدها دول عدة.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.