كشفت آخر الدراسات حول آثار فيروس كورونا المستجد على الجسم بأنه قد يؤثر على معدلات الخصوبة لدى الذكور.
في هذا السياق، نشرت دورية “Reproduction” يوم أمس الخميس 28 يناير الجاري دراسة مفادها أن الإصابة بأعراض شديدة لفيروس “كوفيد -19″ تضعف جودة السائل المنوي لدى الرجال، الأمر الذي يقلل حظوظ الإنجاب لديهم.
وارتكزت هذه الدراسة على تحليل الحيوانات المنوية لدى 105 رجال لم يصابوا بفيروس كورونا، و مطابقتها مع 84 آخرين تم تشخيص إصابتهم بـ”كوفيد-19” خلال الشهرين الأخيرين الذين يسبقان تاريخ إجراء الدراسة.
هذا، وكشفت مقارنة بيانات الفئتين عن زيادة ملحوظة في الالتهاب والإجهاد التأكسدي في خلايا الحيوانات المنوية الخاصة بالرجال المصابين بـ”كوفيد-19″، فضلا عن تأثر حركة الحيوانات المنوية وشكلها لدى هؤلاء.
وأوضح الباحث الرئيسي في هذه الدراسة، بهزاد حاجي زاده مالكي، طالب دكتوراه في جامعة جوستوس ليبيج جيسين، في هيسن بألمانيا، في بيان تحليلي لنتائج الدراسة نشرته دورية “Reproduction”، بأن التأثيرات التي ظهرت على خلايا الحيوانات المنوية لدى مصابي “كوفيد-19″ تشير إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية لديهم، بالتالي انخفاض إمكانات الخصوبة، الأمر الذي قد يسبب على المدى المتوسط أو البعيد ضعفاً كبيراً في الوظيفة الإنجابية للذكور.
وفي سياق آخر، شكك العديد من الخبراء، ومنهم أستاذ الذكورة في جامعة شيفيلد، آلان باسي، في ما توصلت إليه الدراسة من استنتاجات، داعين إلى توخي الدقة قبل تعميم النتائج.
ومن جانبها، أوضحت استشارية الغدد الصماء التناسلية وأمراض الذكورة في إمبريال كوليدج لندن، تشانا جاياسينا، بأن الإصابة ب”كوفيد-19″ قد تؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية أحياناً إلى الصفر لبضعة أسابيع أو أشهر، كما هو الشأن بالنسبة للأنفلونزا، لكن ذلك يكون بشكل مؤقت ولا يدوم طويلا.
وتناولت ذات الطرح الدكتورة أليسون مردوخ، عن مركز الخصوبة في نيوكاسل في المركز الدولي للحياة بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، قائلة أن ” لا وجود لدليل يثبت وجود الفيروس المسبب ل”كوفيد-19″ في السائل المنوي، كما لا يوجد دليل على أن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق السائل المنوي”.
إلى ذلك، يبدو أن الدراسات بشأن تداعيات فيروس كورونا المستجد، إن على المدى المتوسط أو البعيد، لا تزال تكشف عن خبايا جديدة، حيث أوضحت هذه الدراسات في وقت سابق بأن “كوفيد-19” ليس مرضا تنفسيل فحسب، بل يصيب أجهزة أخرى في جسم المصاب، ومنها الكلي و الجهاز العصبي والقلب وغيرها.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.