أكادير24
تواصل عدد من المقاهي و الملاهي تقديم خدمات الشيشا لزبائنها، كما افتتحت أخرى بعدد من المناطق بالمدينة وسط مطالب بتدخل الجهات الوصية لمنع أخطار الظاهرة التي تهدد شباب المدينة
و عبر السيد رفيق رباح رئيس جمعية مدينتي، عن استنكاره لتنامي و انتشار مقاهي الشيشية بعدد من فضاءات مدينة أكادير، مؤكدا، بأنها تتواجد تحت عمارات سكنية و بجانب مساجد و مؤسسات تعليمية ووسط أحياء شعبية، معتبرا، بأن هذا الانتشار الذي توسع مؤخرا، ساهم في اتساع نطاق تعاطي هذه المادة من طرف شبابو رجال ونساء مدينة أكادير بشكل ملفت، و شدد المتحدث نفسه، في تصريحه لأكادير24، على ضرورة تدخل الجهات الوصية لوضع حد لانتشار هذه الظاهرة المشينة، قبل أن يستفحل أمرها إلى ما لا تحمد عقباه في مجتمع سوسي المعروف بمحافظته وتدينه و أصالته و تسامحه.
يذكر أن ظاهرة تعاطي الشيشا دخلت مدينة أكادير عن طريق المطاعم الشرقية بداية بدعوى إنعاش السياحة قبل أن تنتقل إلى الملاهي الليلية ومنها الى المقاهي ونظرا للوثيرة المتسارعة لانتشارها خصوصا وسط النساء بنسبة 70 بالمئة مقابل 30 بالمائة وسط الذكور، بات من غير المستبعد أن يصبح تقديمها في البيوت السوسية لدى الأجيال القادمة من باب إكرام الضيف.
الشيشة اليوم بأكادير تقدم في محلات أثثت فضاءاتها على إيحاءات غريزية، بحيث تجد مقاهي تعاطي هذا النوع من التدخين دافئة إلى خانقة -بفعل الفحم المحترق- وتضع ستائر خاصة في غالب الأحيان حمراء اللون وأشكال هندسية ورسوم خاصة على الجدران، بالإضافة إلى أضواء خافتة وكذا أرائك مريحة ومثيرة وموسيقى جل الأحوال تكون صاخبة وكثيرا ما تعتبر هاته المقاهي مقبلات قبل اللجوء والانصراف الى العلب الليلية، مع العلم أن أرباب بعض هذه الملاهي هم أصحاب تلك المقاهي، ويبقى الخطير في الأمر أن هذه المحلات بدأت تستهوي الطلبة والطالبات قاصرين وراشدين لما توفره من أجواء تساير ميولات وأهواء شرائح و فئات عمرية معينة حيث يشكل لديهم نفث الدخان الكثيف للنرجيلة عند احتراق المادة التبغية المعسل، حالة من وهم السيادة وإكمال النقص الوجودي.
هذا، واعتبر الكثيرون، تعاطي هذا النوع من التبغ عادة دخيلة على المجتمع السوسي المحافظ، ويحق بل يجب على السلطة الولائية والجماعية والمحلية في إطار تدابير الشرطة الإدارية اتخاذ القرارات اللازمة لمحاصرة هذه الظاهرة والعمل على تطويقها حماية للشباب الأكاديري من مخاطرها الصحية المتنوعة، وحماية للمجتمع ككل من الآفات التي تنتج عنها من قبيل استهلاك المخدرات واتخاذها وسيلة لنشر الفساد والانحلال الأخلاقي في الفضاءات العمومية، في الوقت الذي تتحدث فيه أنباء بأن مداخيل نشاط الشيشا تتراوح ما بين 6 إلى 14 مليون سنتيم شهريا، و أكثر حسب نوع الحركة المسجلة وسط المقاهي و الملاهي التي تقدم الشيشا ضمن خدماتها.
يذكر أن القانون يمنع تعاطي هذا النشاط التبغي، و من ذلك القانون رقم 15-91 المتعلق بمنع التدخين والدعاية للتبغ في بعض الأماكن العمومية، والقانون رقم 02-46 المتعلق بنظام التبغ الخام والتبغ المصنع، والقانون رقم 03-13 المتعلق بمكافحة ثلوث الهواء، وكذا المادة 50 من الميثاق الجماعي الجديد ومع باقي المقتضيات القانونية الملزمة للسلطات المنتخبة والمحلية باتخاذ تدابير حماية الأمن الصحي والبيئي للوطن والمواطنين..