تساءل عدد من المواطنين ومتتبعي الشأن المحلي بجهة سوس ماسة عما إذا كانت وزارة الفلاحة قد تراجعت عن إحداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي الدي يشمل عدة مناطق جبلية بكل من إقليمي اشتوكة أيت باها وتزنيت.
ويأتي هذا تزامنا مع صدور العدد الأخير من الجريدة الرسمية للمملكة المغربية، والذي حمل قرارات بإحداث ستة منتزهات طبيعية جديدة ومحميتين بيئيتين، مع استثناء تنزيل المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي بسوس.
المنتزه المقترح، والذي أعلن عنه في عهد وزير الفلاحة السابق محمد صديقي، كان سيمتد على مساحة شاسعة تربط بين جبال إقليمي اشتوكة أيت باها وتيزنيت ومرتفعات تافراوت، وهي مناطق تزخر بتراث طبيعي استثنائي يتنوع بين الغابات الجبلية والمجال الصخري والغطاء النباتي النادر، فضلا عن كونها خزانا للتنوع البيولوجي المحلي، خاصة في ما يخص الطيور والنباتات.
وكانت الساكنة المحلية بالمناطق المذكورة وكذا عدد من الفاعلين الجمعويين والمدنيين قد عارضوا بشدة إحداث هذا المشروع الذي سبق وكان محط بحث علني رسمي بموجب قرار صادر عن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في 29 دجنبر 2023، بدعوى أنه يشكل تهديدا مباشرا لأنماط عيشهم التقليدية التي ترتكز على الرعي والزراعة المعيشية واستغلال الأعشاب والنباتات المحلية، وهي أنشطة تمثل عماد الحياة الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق.
وعبر هؤلاء عن قلقهم إزاء امتداد المجال الجغرافي الذي حدده المشروع، خصوصا سكان القرى الجبلية والرعاة وصغار الفلاحين الذين يعيشون في هذه المناطق ويمارسون بها أنشطة مختلفة، تشكل مصدر قوتهم اليومي.
