نساء مكلومات أمام المحاكم بسبب تورط أبنائهن في أحداث الشغب

أكادير والجهات

خيمت أجواء من الحزن والأسى أمام عدد من المحاكم ومخافر الشرطة، حيث تجمعت أمهات وزوجات مكلومات بعد توقيف أبنائهن المتورطين في أعمال الشغب والتخريب التي عرفتها بعض المدن مؤخراً. مشاهد إنسانية مؤثرة جسدت ألم الأمهات وحرقة قلوبهن، وهن يترقبن مصير فلذات أكبادهن الذين قد يواجهون عقوبات قاسية جراء ما اقترفوه.

هذه الأحداث المؤسفة تكشف الوجه الخطير للتخريب والفوضى، التي لا تضر فقط بالممتلكات العامة والخاصة، بل تدمر مستقبل الشباب الذين ينخرطون في مثل هذه الممارسات غير المسؤولة. فالعنف والشغب لا يمكن أن يكونا وسيلة للتعبير عن المطالب، بل يفتحان أبواب السجون ويضاعفان معاناة الأسر التي تجد نفسها أمام واقع مؤلم.

وفي هذا السياق، تتعالى الأصوات المطالِبة بضرورة تدخل الوالدين بشكل أكبر في مراقبة سلوك أبنائهم، وتوعيتهم بخطورة الانجرار وراء الدعوات المشبوهة أو الانفعال الأعمى الذي يقود إلى التخريب. فالمجتمع لا يُبنى إلا بالتعبير السلمي والحوار الحضاري، وليس بالعنف الذي لا يجلب سوى الخسائر والندم.

إن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن مسؤولية جماعية تبدأ من البيت، حيث يظل دور الأسرة محورياً في تربية النشء على قيم المواطنة والاحترام، حتى لا تتحول فرحة المطالبة بالحقوق إلى مأساة تُذرف بسببها دموع الأمهات أمام أبواب العدالة.