أثار تراجع إقبال المواطنين على تلقي اللقاحات، بسبب الخوف من الأضرار الجانبية التي تسببها، موجة من القلق والجدل في الوقت ذاته، خاصة وأن الآباء والأمهات أوقفوا عملية التلقيح لفائدة الأطفال، الأمر الذي اعتبرته بعض الجهات قد يخلف نتائج صحية سيئة على صحة الصغار.
وفي هذا السياق، أكد مصدر مسؤول للعلم ، أن تدبير الجائحة وما صاحبه من قرارات تهم فاعلية اللقاحات ومصداقيتها، دفع بالناس إلى “عدم الثقة” في فاعلية التلقيح. ولفت المتحدث إلى أن التركيز الذي كان منصبا على محاربة وباء كوفيد 19 أدى إلى إهمال محاربة أمراض أخرى، ما تسبب في وفيات خصوصا للأطفال، الذين أصيبوا بالحصبة. ودعا المسؤول إلى أخذ الحيطة، ونبه الأمهات إلى ضرورة أخذ اللقاحات لأطفالهن كاملة.
يأتي هذا في الوقت الذي دعت فيه فعاليات جمعوية بمنطقة سكساوة بإقليم شيشاوة السلطات إلى التدخل العاجل من أجل تسريع حملات التلقيح وتوزيع الأدوية على المصابين بداء الحصبة “بوحمرون”.
واستنفر انتشار داء الحصبة بالمنطقة جمعيات المجتمع المدني ونشطاء حقوقيين وبعض أعضاء المجالس المنتخبة، حيث نبهوا إلى ما أسموه بـ”خطورة الوضع” في المنطقة، وطالبوا باتخاذ التدابير الميدانية الضرورية وتعزيز أنشطة الرصد الوبائى وحملات التلقيح وتقريبها للمواطنين بالدواوير النائية، وذلك بعد تسجيل 8 وفيات في صفوف أطفال بالمنطقة.
وأوضح الطيب حمضي، الخبير في السياسات الصحية، أن “الأوبئة كالحصبة، تنطلق عندما يصاب الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم، وينقلونه إلى الأشخاص غير الملقحين تماما أو غير الملقحين بشكل كاف في مجموعات بشرية تكون معدلات تغطية التطعيم ضد الحصبة غير كافية أقل من 95 في المائة”.