إذاعة الرباط تغطي… وإذاعة أكادير تغيب!
في سابقة غريبة تثير الكثير من علامات الاستفهام، غابت الإذاعة الجهوية لأكادير وممثل القناة الأولى عن تغطية النسخة الخامسة من المهرجان الإفريقي للفنون الشعبية والنسخة الأولى لأمسية التميز الخاصة بالطلبة الأفارقة جنوب الصحراء، وذلك رغم أن الحدث تزامن مع مناسبة وطنية غالية هي الذكرى السادسة والعشرون لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش.
الحدث لم يكن عابرًا، فقد دام يومين كاملين، وشارك فيه العشرات من الطلبة الأفارقة الذين لم يترددوا في التعبير عن حبهم للمغرب واعتزازهم بملكه، مرددين شعارات تمجد الدولة المغربية أمام جمهور واسع. كل ذلك في غياب تام للإعلام الجهوي الذي يفترض فيه أن يكون عين الدولة وأذنها القريبة من المواطن والفاعل المدني.
الأغرب من ذلك أن إذاعة الرباط، التي تبعد عن أكادير بمئات الكيلومترات، بادرت إلى الاتصال بالمنظمين وقامت بتغطية إعلامية، بينما الإذاعة الجهوية التي لا تبعد سوى خطوات من مكان الحدث، اختارت الغياب. فكيف نفسر هذا التناقض الفاضح؟
أسئلة محرجة
هل الإذاعة الجهوية لأكادير مؤسسة عمومية مملوكة للدولة والشعب، أم أنها ملكية شخصية يتصرف فيها المسؤول الجهوي كما يشاء؟
من يقرر أولويات التغطية الإعلامية: المصلحة العامة أم الأجندات الخاصة؟
كيف يُعقل أن يُهمّش حدث إفريقي يكرّس صورة المغرب كبلد منفتح على عمقه الإفريقي، وفي مناسبة وطنية سامية كعيد العرش المجيد؟
استخفاف بالعمل الجاد
هذا الغياب ليس مجرد صدفة، بل رسالة سلبية توحي بأن العمل الجمعوي الجاد لا يجد مكانًا في أجندة الإعلام العمومي الجهوي. في المقابل، يسجل التاريخ أن إذاعة تبعد مئات الكيلومترات كانت أكثر حرصًا على الوفاء لرسالتها الوطنية.
إن الإعلام العمومي بجهة سوس ماسة مدعو اليوم لتقديم أجوبة واضحة: لمن يعمل؟ ولأي أجندة يخدم؟ وهل يظل فعلًا في خدمة الدولة والشعب، أم أنه أصبح أداة تدار وفق أهواء شخصية؟
بقلم : أحمد بومهرود
التعاليق (0)