كشفت مصادر حزبية قيادية داخل حزب العدالة والتنمية كواليس البيان الذي أصدره الحزب بشأن زلزال الحوز، والذي أثار جدلا واسعا بسبب ربطه بين هذه الكارثة الطبيعية وكثرة المعاصي والذنوب.
وحسب ما أوردته هذه المصادر، فإن البيان الذي شكل صدمة بالنسبة للرأي العام الوطني وخلف موجة انتقادات واسعة للحزب وقياداته “لم يكن محط إجماع بين أعضاء الأمانة العامة لحزب المصباح”.
وأكدت ذات المصادر أن “الأغلبية الساحقة من أعضاء الأمانة كانوا ضد ربط كارثة الزلزال بالمعاصي والذنوب، كما أن النقاش حول الموضوع ظل مفتوحا بين قيادة الحزب لمدة 15 يوماً قبل أن يصدر البيان”.
وفي سياق متصل، أشارت المصادر نفسها إلى أن “عددا من أعضاء الأمانة العامة لحزب المصباح فضلوا عدم التعليق على الموضوع”، وذلك في إشارة واضحة إلى أن البيان تضمن وجهة نظر بنكيران التي “يختلف معه فيها الكثيرون”.
وبخصوص مسؤولية أعضاء الأمانة العامة في إخراج بيان من هذا النوع إلى الرأي العام من دون تمحيصه، أكدت المصادر عينها أن “الخطأ حدث هذه المرة، ولم تتم مراجعة البيان من قبل الأشخاص الذين كانوا يشرفون على العملية عادة، فجرى تضمين كلام بنكيران بشكل حرفي فيه، ما أدى إلى هذه الزوبعة”.
وفي المقابل، اعتبرت المصادر الحزبية أن “هذه الأزمة لا تساوي شيئا أمام محن واختبارات مر منها الحزب طيلة تاريخه”، معربة عن ثقتها في “تجاوزها بشكل أسرع ودون أي مضاعفات”، وفق تعبيرها.
البيان الذي أحدث ما وصفه متتبعون بـ”الرجة” داخل أسوار البيجيدي حمَل الأمين العام عبد الإله بنكيران على الخروج بتوضيح يرد من خلاله على خصومه ومنتقديه، وذلك عبر كلمة مصورة تم بثها مباشرة عبر صفحته في “فيسبوك”.
في هذا السياق، قال بنكيران مخاطبا أعضاء حزبه : “يجب أن تفهموا جيدا ما قلته وبعد ذلك الحكم الذي حكمتم به سأقبله”،
مضيفا أنه “حين تقع الأحداث نحن كحزب سياسي نعبر عن رأينا، لذلك نشرنا بيانا فيه أربع صفحات، أثنى عليه المنصفون بصفة عامة، ومن ساءت نيتهم لم يذكروا إلا أمرا واحدا”.
وأوضح بنكيران أنه كان يتوقع ردود الفعل التي أثارها البيان، مضيفا أنه سبق وتحدث لأعضاء حزبه عن “إمكانية ان يكون الزلزال الذي ضرب المغرب بسبب معاصينا وذنوبنا”، وقال “لم أتكلم عن زلزال الحوز، لأن الحوز لم يضربه الزلزال لوحده وإنما المغرب بأكمله”.
وأكد الأمين العام للحزب أن البيان “لا يتحدث عن من ماتوا في الزلزلال وإنما عن المغاربة عموما”، مردفا “أما من ماتوا فقد بكيت عليهم، لأنني زرتهم قبل الزلزال في تارودانت في أكبر تجمع في حياتي، ولهم عندي محبة خاصة، وتأثرت لحالتهم وعرفت أنهم يعانون”.
ومن جهة أخرى، أعرب بنكيران عن غضبه ممن خرجوا من أبناء الحزب بعد مدة كبيرة من السكوت، وفق تعبيره، “لكي يقولوا كلاما مشوشا على باقي عموم الأعضاء”، مشددا على أن “مرجعية الحزب إسلامية، لذلك فهو لا يعرف هوية أخرى غير هذه”