أكادير 24
في آخر مستجدات مشروع “الربط الثابت لمضيق جبل طارق”، كشفت وزارة النقل الإسبانية عن إعادة تنشيط المفاوضات بين مدريد والرباط لدراسة هذا المشروع بعد سنوات من الجمود التي عرفها.
وحسب ما جاء في تقرير لصحيفة “El debate” الإسبانية، فقد عقدت اللجنة الإسبانية المغربية المختلطة اجتماعا جديدا عن بعد لدراسة المشروع الذي يشمل تشييد نفق يربط بين البلدين تحت سطح البحر على طول 14 كيلومترا.
ويأتي هذا الاجتماع، وفقا للصحيفة نفسها، في أعقاب اللقاء الذي عقد في الرباط بين البلدين في فبراير الماضي، حيث جرى تأكيد الموافقة على تعزيز الدراسات الميدانية الأولية الخاصة بمشروع الربط بين القارة الإفريقية والأوروبية عبر المغرب وإسبانيا.
مشروع جيو-إستراتيجي مهم
أكد وزير النقل الإسباني راكيل سانشيز خلال الاجتماع الذي شارك فيه مسؤولون مغاربة، أن “مدريد والرباط سيعطيان دفعة جديدة للدراسات الخاصة بمشروع الربط الثابت لمضيق جبل طارق”، والذي “يكتسي أهمية جيو-إستراتيجية قصوى لكلا البلدين”.
ووصف الوزير الاجتماع المنعقد بأنه يدشن “مرحلة جديدة من إعادة إطلاق مشروع النفق البحري الذي تشرف عليه الشركة الإسبانية المسؤولة عن الدراسات Secegsa ونظيرتها المغربية SNED منذ عام 2009”.
وفي سياق متصل، أبرز وزير النقل أنه تم تخصيص 2.3 مليون يورو من الأموال الأوروبية لتحديث الدراسات المتعلقة بالمشروع، في إطار خطة التعافي والتحول والصمود.
تطوير خطة عمل للسنوات الثلاث القادمة
وضمن مخرجات الاجتماع رفيع المستوى المنعقد بين مسؤولين مغاربة وإسبان، شجع الطرفان على استكمال رؤية المشروع، كما أجمعا على تطوير خطة عمل للسنوات الثلاث القادمة، قد تشمل، من بين أمور أخرى، تحليل جدوى البناء.
وإلى جانب ذلك، اتفق الطرفان على تزويد شركة Secegsa بالتمويل اللازم من أجل استكمال الدراسات، والتي تجريها بتنسيق مع نظيرتها المغربية SNED.
تفاصيل المشروع
من المرتقب أن يبلغ طول النفق الذي سيربط المغرب بإسبانيا، كما هو موثق في الدراسات الأولية، طول 14 كيلومترا، وسيربط بين منطقتي بونتا بالوما بطريفة ومالاباطا بشاطئ طنجة، على عمق 300 متر تحت سطح البحر، كما سيقلص مدة العبور بين البلدين الصديقين، ويفتح الباب أمام فرص استثمارية ستغير وجه المنطقة.
ومن المتوقع أن تمتد أشغال بناء هذا الجسر البحري لعشر سنوات، من سنة 2030 إلى عام 2040، حسب ما أوردته صحف إسبانية، مبرزة أن “هذا المشروع كان ضمن أبرز النقاط التي نوقشت في القمة الإسبانية-المغربية رفيعة المستوى المنعقدة خلال فبراير الماضي بالرباط، والتي حضرها رئيسا حكومتي البلدين عزيز أخنوش وبيدرو سانشيز”.