أكادير24
أكد مسؤولون ومنتخبون بزوغ بشائر الخير على أكادير بعد الخطاب الملكي لعيد الاستقلال.
في هذا السياق، اعتبر إبراهيم حافيدي رئيس مجلس جهة سوس ماسة في كلمة له خلال انعقاد الدورة الاستثائية للمجلس صباح اليوم الاربعاء 20 نونبر 2019، بأن عقد هذه الدورة، يتزامن وجهة سوس ماسة مازالت تعيش فرحة ما جاء به الخطاب الملكي السامي من بشائر الخير لفائدة هذا الربوع من الوطن، مؤكدا على إنها إلتفاتة مولوية تركت أثرا بليغا لدى ساكنة المنطقة لما تحمله من عطف مولوي، وبعد استراتيجي، يزكي الدور الوظيفي والمجالي للجهة، و اعتبر بأنها لحظة تاريخية تشكل امتدادا للحظات تاريخية مازالت راسخة في الدهن، و خاصة خطاب الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه الذي قال في مقتطف خطابه: « لئن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فإن بناءها موكول إلى إرادتنا وإيماننا»، كما تذكر هذه اللحظة -يضيف حافيدي- بخطاب المغفور له الملك الحسن الثاني قدس الله روحه الطاهرة، أثناء إعلانه عن إنطلاق المسيرة الخضراء المظفرة من مدينة أكادير حاضرة سوس.
وأضاف حافيدي، بأن الخطاب الملكي السامي، يحمل في ثناياه معاني كثيرة ومتعددة، ولعل أهم ما يستنتج منه، تزكية جهة سوس ماسة كوسط للمغرب، ودعوته السامية لفك العزلة عن هذه المنطقة من أجل النهوض بتنميتها الاقتصادية والاجتماعية، و وجوب جعل الجهة مركزا اقتصاديا جذابا يربط بين جهات المغرب، و أوضح حافيدي بأن الأمر يتعلق بتوجيه مولوي سديد سيعود بالنفع العام على المنطقة برمتها، والمناطق المجاورة.
من جهته، والي جهة سوس ماسة ذكر بأهمية هذا الاجتماع الذي ينعقد وبلادنا تحتفل بالذكرى الرابعة والستين لعيد الاستقلال المجيد وجهة سوس ماسة تعيش على وقع ما جاء بخصوصها وبخصوص حاضرتها مدينة أكادير في الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد المسيرة الخضراء في السادس من شهر نونبر من بشائر بما هي مقبلة عليه من منجزات جديدة في مسار إقلاعها الاقتصادي ونهضتها الاجتماعية عبر تعزيز بنياتها التحتية الأساسية من خلال دعم شبكتها الطرقية والعمل على ربطها بالخطوط الوطنية للسكك الحديدية لتقوية تنافسيتها وتعزيز جاذبتها كقطب اقتصادي بموقع استراتيجي في غاية الأهمية، كحلقة وصل بين شمال المملكة وجنوبها وشرقها وكمنفذ للمبادلات الواسعة يتعدى في مؤهلاته النطاق الوطني إلى القاري والتَّمَكُّن، بالتالي، من الاسْتثمار الأمْثَل والْمُسْتَدام لِموارِدِها وطاقاتِها وإمْكانِيَّاتِها.
وبالمناسبة استحضر والي جهة سوس ماسة مقتطفا من الخطاب الملكي والذي قال فيه جلالته :” لقد مَكَّنَت المسيرةُ الخضراء، من اسْتِرْجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية.
ومنذ ذلك الوقت، تَغَيَّرَت خريطةُ المملكة؛ ولَمْ نَسْتَوْعِب بأنَّ الرباط صارَت في أقْصى الشمال، وأكادير هي الْوَسَط الحقيقي لِلبلاد.
فالمسافة بين أكادير وطنجة، هي تقريبَا نفس المسافة، التي تَفْصِلُها عَنِ الأقاليم الصحراوية.
ولَيْسَ من المعقول أن تكون جهة سوس ماسة في وَسَطِ المغرب، وبَعْضُ البنيات التحتية الأساسية، تَتَوَقَّفُ في مراكش، رغم ما تَتَوَفَّر عليه المنطقة من طاقاتٍ وإمْكانَات.
لِذا، فإننا نَدْعُو لِلتفكير، بِكُلِّ جِدِّيَّةٍ، في رَبْطِ مراكش وأكادير بِخَطِّ السكة الحديدية؛ في انْتِظارِ تَوْسِيعِه إلى باقِي الجهات الجنوبية، ودَعْمِ شَبكة الطُّرُق، التي نَعْمَلُ على تَعْزيزها بالطريق السريع، بين أكادير والداخلة.
وسَيُساهِمُ هذا الخط في فَكِّ الْعُزْلَة عن هذه المناطق، وفي النهوض بالتنمية، وتحريك الاقتصاد، لاسيما في مجالِ نَقْل الأشخاص والبضائع، ودَعْم التَّصْدير والسياحة، وغيرِها من الأنشطة الاقتصادية.
كما سَيُشَكِّل رافِعَة لِخَلْقِ العديد من فُرص الشغل، ليس فقط في جهة سوس، وإنما أيضا في جميع المناطق المجاوِرة.
فجهة سوس – ماسة يَجِبُ أنْ تَكُونَ مركزًا اقتصاديًا، يَرْبِط شمال المغرب بِجنوبه، من طنجة شمالا، ووجدة شرقا، إلى أقاليمنا الصحراوية.
وذلك في إطار الجهوية المتقدمة، والتَّوْزيع العادِل لِلثَّرَوات بين جميع الجهات.
فالمغرب الذي نُرِيدُه، يجب أنْ يَقُومَ على جِهاتٍ مُنْسجمة ومُتكامِلَة، تَسْتَفِيدُ على قَدَمِ الْمُساواة، من البنيات التحتية، ومن المشاريع الْكُبْرى، التي يَنْبَغِي أنْ تَعُودَ بالخير على كُلِّ الجهات.
والتنمية الجهوية يَجِب أنْ تَرْتَكِزَ على التعاون والتكامُل بين الجهات، وأنْ تَتَوَفَّر كُلُّ جهة على منطقة كبرى للأنْشطة الاقتصادية، حَسَبَ مُؤهِّلاِتها وخُصُوصِيَّاتِها.
كما يَنْبَغِي العمل على تَنْزِيل السياسات الْقطاعية، على المستوى الجهوي.
وهنا نُؤَكِّد على أنَّ الدِّينامِيَّة الجديدة، التي أطْلَقْناها على مُسْتوى مُؤسَّسات الدَّولة، حُكُومَةً وإدارَةً، يَجِبُ أنْ تَشْمَلَ أيضا الْمَجال الجهوي.”