( مبروك عليكوم )
هي الأحسن والأجمل من كل التّهاني التي توصّلنا بها كمغاربة بمناسبة تأهل فريقنا الوطني بمونديال قطر نظراً لطابعها الإستثنائي والمتميز بين هذا الكمّ الهائل من تبريكات بقية الشعوب العربية والقارية..
هي تهنئة الجار للجار.. ومن قلب أشقائنا الجزائريين انطلقت.. واخترقت بسرعة البرق حدود بلجراف بالسعدية.. كنقطة عبور لتبادل مشاعر المحبة والإخاء بين الشعبين التوأمين..هي نفسها من كانت منصة لتقاسم الأفراح مع الشعب الجزائري لحظة فوزه بكأس إفريقيا..
هي نفسها وبهذه الرمزية الإنسانية كدليل آخر على فشل كل مخططات النظام العسكري الجزائري في هدم هذا التلاحم الأخوي وقطع روابطه الإجتماعية والتاريخية بين الشعبين بعد قطع كل العلاقات الأخرى وإغلاق الأجواء..ليفتح بعدها أجواء استعدائية عبر البرونغدا الإعلامية الموجه نحو صناعة المغرب كعدو كلاسيكي أبدى..
هي نفس الجملة التي اخترقت وبأعلي الأصوات كل منصّات التواصل الإجتماعي والتويتر وبتفاعل إيجابي مقابل تسمّر جمهور شنقريحة وذبابه الإلكتروني أمام التلفزة الجزائريةاليتيمة التي عوّضت برنامج يوميات المونديال بلقاء مباشر مع أحد قيادات البوليزاريو وهو يتحدث عن المدن المحتلة.. تلك المدن الصحراوية المغربية التي خرجت الساكنة وبآلاف احتفالاً بتأهل المنتخب الوطني.. في العيون والداخلة وبينهما بوجدور..
في الحقيقة لا نعرف كم يحتاج المرء من العمى لكي يعرف أنه أعمى؟
هي حالة هذا النظام المعزول من داخل الشعب الجزائري المحصّن ضد كل هذه العقد التي يحملها جيل حرب الرمال وما زال..
فبعد فضيحة إلغاء نتجة المغرب مع بلجيكا وصولا إلى إلغاء البرنامج ككل هاهي السلطات البلجيكية تعلن عبر وكالة الأنباء “رويترز”، أنها تمكنت من تحديد هوية الملثمين المثيرين للشغب في العاصمة بروكسل و أن التحقيق معهم كشف بأن الموقوفين الـ 43 جميعهم مهاجرين جزائريين، كانوا يحملون الأعلام المغربية، مؤكدة أن التسجيلات المتحصل عليها من كاميرات المراقبة في الشوارع، تؤكد أنهم توجهوا بشكل غريب و عن سبق إصرار بعد نهاية المقابلة للاصطدام بالشرطة البلجيكية التي كانت تحاول منع التجمهر في الأماكن العمومية.. كل ذلك من أجل التضييق على جماهيرنا المغربية و سلبهم أفراحهم و تحويل احتفالاتهم إلى ساحة معركة لتشويه صورتهم الحضارية كجزء من تصريف هذه العقد المرضية لهؤلاء العجز الجاثمين على قلوب أشقائنا الجزائريين..
وسيحتفظ مونديال قطر بالكثير من المستملحات ابطالها جمهور شنقريحة الذي وسمه المدوّنون ب ( جماهير للكراء) كسابقة تسجل لأول مرة بحضور جماهير منتخب غير مشارك يهتف باسمه في المدرجات “1-2-3 فيفا لالجيري”، فيما التطاحن على أرضية الملعب بين هولندا وقطر.. ويخصص طيلة 90 دقيقة لشتم وسب الحكم باكاري غاساما..
هي لوحات من شطحات عجزة هذا النظام الهرم والمعزول داخل الجزائر نفسها وبشهادة من وهران وقت إجراء مقابلة المغرب مع كندا وبقلم
سعيد بودور – صحافي جزائري من وهران :
( كُنت في الطريق نحو المنزل ،لم تكن هُناك زحمة مرورية كتلك المعهُودة مساء كل “خميس وهران” التي تُؤذن لنهاية الأسبوع ،
فجأة سمعتُ صراخا قويا ذكرني بصراخ مباريات كأس العرب وكأس إفريقيا للامم بمصر، صراخاً قوياً على جانبي الطريق يصدح من المقاهي ،
قلت لسائق الأجرة أكيد ان كندا سجلت هدفاً ضد المغرب ،أخرجت هاتفي وتفقدت الهدف على النت، وإذا به هدفا ثانيا للمنتخب المغربي في مرمى كندا .
فقلت في نفسي: صدقت قلوب الشُعُوب، وكذبت منابر السياسة)
ولو لا خوفه هناك لقال :
صدقت قلوب الشعوب وكذبت منابر العسكر وازلامه..
فقد بُهِت الذي كفر

التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.