أكادير: رشيد فاسح.
في خطوة تبعث على الفخر والإشادة، تضافرت جهود المجتمع المدني والسلطات المحلية وجماعة أكادير لإزالة مخلفات زيوت المحركات التي كانت تشوّه الكراسي العمومية في أحد الأماكن العامة بمدينة أكادير. هذا العمل التطوعي، الذي عكس حسًا عاليًا بالمسؤولية تجاه الفضاء المشترك، خلق زخمًا كبيرًا وأظهر مدى أهمية دور الأفراد والمجموعات والمؤسسات في الحفاظ على جمال ونظافة محيطهم.

لم تكتمل هذه القصة الملهمة إلا بتدخل الشركة المواطنة المسؤولة عن توزيع الكراسي في الممرات العمومية بمدينة الانبعاث. هذه الشركة، التي أثبتت أنها جزء لا يتجزأ من النسيج المؤسساتي والمجتمعي، لم تكتفِ بالإشادة بالجهود التطوعية، بل بادرت بسرعة إلى الانخراط الفعلي. في استجابة سريعة وفعالة، قامت باستبدال الكراسي الأربعة التالفة بالكامل، لتعيد بذلك البهاء والوظيفة لهذه المرافق العامة.

إن هذا التكاتف بين المجتمع المدني والشركات التي تتبنى مفهوم المواطنة الحقيقية، هو مثال يحتذى به في إدارة وتطوير المدن. فالمجتمع المدني يزرع بذرة الوعي ويشعل شرارة التغيير، بينما تأتي الشركات لتوفر الدعم المادي واللوجستي، محولةً هذه المبادرات إلى واقع ملموس. هذه الشراكة تعزز فكرة أن المدن ملك للجميع، وأن مسؤولية الحفاظ عليها تقع على عاتق كل فرد ومؤسسة.

لا تقتصر فوائد مثل هذه المبادرات على الجانب الجمالي فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب الاجتماعي، حيث تعزز من روح الانتماء والتعاون بين سكان المدينة. إنها رسالة واضحة بأننا معًا، كمجتمع وأفراد ومؤسسات، نستطيع أن نصنع فرقًا حقيقيًا في محيطنا.
التعاليق (0)