في تقديري يمكن اعتبار الخطاب الملكي الأخير بمناسبة 6 نونبر الفصل الأخير من استكمال تحرير الإنسان بعد تحرير الأرض قبل 47 سنة.. وان الرهان اليوم على الصحراء لم يعد مغربيا بل إقليمي – إفريقي – أوروبي بعد أن تحوّل في أقل من سبع سنوات إلى منطقة محوريّة تحدّد معالم السلام والتنمية بفضل المشاريع المهكيلة للمنطقة لنفتح بعد الخطاب الملكي صفحة مرحلة مابعد الصحراء المغربية بعد حسم الملف أرضاً وإنساناً.. نحو استرجاع دورنا القاري وخاصة بغرب إفريقيا.. كما في هذه الفقرة من خطاب جلالته :
( لقد شكلت الصحراء المغربية، عبر التاريخ صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الإفريقي. وإننا نسعى، من خلال العمل التنموي الذي نقوم به، إلى ترسيخ هذا الدور التاريخي، وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل)
لنستنتج من خلالها ان الصحراء المغربية تعدّ حقيقة تاريخية تثبتها الثقافة والإقتصاد والقانون إذ يتعلّق الأمر بامبراطورية مغربية بسطت نفوذها على الشمال الغربي الإفريقي..
فإلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية التي ميزت تاريخ الروابط بين المغرب ومجاله الإفريقي عبر التاريخ، نشطت أيضا بين الطرفين علاقات روحية ودينية كان لها دور كبير في حدوث تراكم وتفاعل حضاري بينهما، حيث لعب المغرب دوراً بالغ الأهمية في توطيد الصلات الروحية والثقافية بين شعوب ضفتي الصحراء كانت لها انعكاسات إيجابية على شعوب المنطقة
هي ما يسعى إليها المغرب بقيادة جلالته عبر التنمية هذه المرة و الحديث عن أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي في حقيقته أنبوب الحياة والسلام لأكثر من 440 مليون نسمة..
أنبوب الحاضروالأجيال القادمة.. باعتباره نقطة تحول في أفريقيا، التي أصبحت دولها تفكر بطريقة مدمجة وبطريقة “ربح في مقابل الربح” في تعاملها مع العالم الغربي . بإندماج 16 دولة أفريقية في مشروع واحد، يجعل من منطقة هذا الأنبوب قطبا اقتصاديا عالميّاً بنفس الأهمية لأوروبا بما ستيج لها من تنويع مصادرها من الطاقة والتخفيف من اعتمادها على روسيا..
هذا الأفق الإقتصادي الواعد لا يمكن أن نتحدث عنه اليوم بكل ثقة ومسؤولية وتفاؤل كما جاء في الخطاب الملكي إلاّ بكون المغرب استطاع أن يجعل من الصحراء المغربية منطقة حديثة متطلّعة إلى المستقبل ومتجدّرة في موروثها الثقافي وتقاليدها العريقة من خلال نمودج تنموي متسارع عبر السنوات الأخيرة وعلى جميع المستويات إن على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية ذات المواصفات الدولية وكذا التعليم وتشغيل الشباب وتعزيز روح المبادرة الذاتية والصحة وتثمين التراث الثقافي غير المادي الحساني.
كل هذه الإنجازات ليست رهينة بالصراع مع حكام الجزائر ولا الإنتظار لأي تفاوض.. بل العودة إلى جذورنا التاريخية ودورنا الحضاري في العمق الإفريقي.. عبر الصحراء التي كانت دائماً جسراً جيو- استراتيجيا لهذا الرابط عبر عصور خلت..
فلا يمكن فهم تاريخ المغرب بدون الصحراء، وبدون المغرب فإن الصحراء ليست سوى أرض قاحلة
هاهي أصبحت مغربية ولم تعد قاحلة كي تكون صلة وصل بين الغرب الاروبي والغرب الإفريقي من أجل الحياة والتنمية
كي يعود المغرب بلدنا الحبيب إلى دوره الحضاري وريادته لقيم المحبة والامن والسلام..
لينتهي الكلام عندنا… ويزداد الصراخ هناك شرقاً